اخبار وتقارير

الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - الساعة 04:15 م بتوقيت اليمن ،،،

مامعنى سيادة القانون ؟ الكثير يطرح مثل هكذا سوال حين يستمع إلى البيانات الدوليه والتي تشدد دائما على ضرورة احترام سيادة القانون وخصوصا أن الشارع يربط مفهوم السياده بالدول وليس بالقانون بينما المعنى الفقهي لمصطلح سيادة القانون اي خضوع الجميع سواء كان حاكم أو محكوم أو الجهات التي تشرع هذا القانون وجهات انفاذ القانون من قضاة ونيابه عامه ورجال أمن وكل مسئولي الدوله إلى أحكام القانون ، وبعباره أشمل ليس هناك من هو فوق القانون بغض النظر عن منصبه ومكانته الاجتماعيه ، ومبداء سيادة القانون نشاء في بريطانيا في العصور الوسطى وتطور إلى أن وصل إلى معناه الحالي بفضل تطور الفقه القانوني الفرنسي والأمريكي وهذا المبداء يحكم حاليا دول الولايات المتحده وأوروبا بأكملها ، وقد لقى هذا المبداء قبول شعبي واسع في الدول الغربيه بل تعدى ذلك بأن أصبح هذا المبداء ثقافه وممارسه عامه لذلك جلب هذا المبداء الاستقرار النوعي إلى الدول الغربيه ومن خلال محاسن هذا المبداء تم استنباط مبادىء عامه على سبيل المثال التداول السلمي للسلطه واحترام الرائ و القبول بالرائ الآخر وهما من ثمار تطبيق مبداء سيادة القانون بينما الدول العربيه لازالت تتبنى وبشكل رسمي فقه سيادة القانون ولكن من دون اي تطبيق فعلي على الأرض ، لذلك يظل هذا المبداء في الدول العربيه مقبول من باب الاستحسان كمبداء ولكن يظل مكروها من باب التطبيق .
عدم انتشار وكراهية تطبيق مبداء سيادة القانون في الدول العربيه والافريقيه يعود إلى الأصول القبليه التي نشاءنا وتربينا عليها وخضوعنا الدائم لسلطة وقوانين شيخ القبيله في الوقت الذي لانستطيع مطلقا المساس بشخص ومكانة شيخ القبيله والذي يظل فوق القوانين والأعراف ، هذا السلوك انتقل معنا إلى مؤسسات الدوله واصبحنا نعيش في أجواء شبيهه بأجواء القبيله "الدوله" وبذات القوانين التي تطبق في القبيله وان كانت هذه القوانين لها قوه اشد من قوة قوانين وأعراف القبيله ولكننا رغم ذلك نتقمص ذات الدور في الوظائف المهنيه من خلال مبداء عدم المساس بشخص المدير العام أو الوكيل أو الوزير أو رئيس الوزراء أو الرئيس وكان هذا الشخص محصن ضد القانون ، واصبح هذا السلوك سلوك عام يعتنقه العامه ، واحيانا يتم تقنين مثل هذا السلوك بنصوص قانونيه تمنح حصانه خاصه تعفي من المساءله القانونيه مايفرغ مبداء سيادة القانون من محتواه ، فاحترام سيادة القانون ليس عباره عن مبادئ ونظريات نعجب بها ونضع لها الكثير من إشارة لايك بقدر ماهو سلوك عام يتم الحث و التشجيع عليه بين أفراد المجتمع
باعتقادي نحن بحاجه الى قرن كامل من الزمان في احسن الاحوال حتى نتخلص من الأفكار القبليه التي زرعت كرها في عقولنا ، العالم تخلص من القبيله وتقدم إلى الأمام بينما نحن لازالت تبنى شخصيتنا على أساس القبيله رغم أن الله تبارك وتعالى قد جعل القبيله وسيله للتعارف فقط وليس وسيله للافلات من القانون.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه