كتابات وآراء


الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - الساعة 07:26 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


الرجل كلمه تشد بها الجبال، فهذه الكلمه لها معنى واسع يشمل الجد ،الاب ، الاخ ، العم ، الخال الذين هم السند والعزوه الذي يتكى عليهم في وقت الشدائد فهم السد المنيع الذي تتكسر الأمواج على ضخامتها عند حافة جدرانه .
الرجوله كلمه وفعل يرتفع به الرجال لها صفات خاصه لن تجدها سوى في القليل من الشباب على اعتبار بأن الشباب في هذا الزمن قد أصبحوا أكثر ليونه وفي بعض الأحيان أكثر انوثه حتى من النساء ، أما الرجوله بمعناها الأنيق عباره عن سلوك وقد صنف الفقهاء مثل هذا السلوك بأنه إظهار القوه عند الدفاع عن النفس أو حماية الضعيف أو إظهار الكرم ولو على حساب النفس أو المواقف في نصرة الحق عندما تقتضي الضرورات مثل هكذا مواقف ، في حين أن ما دون ذلك يبقى عباره عن ذكر مثل غيره من الذكور لايظهر الا باللباس الأنيق والصوت الجهير و لكن في ذات الوقت لا يزال يظهر بسلوك يقف على النقيض تماما من الرجوله بمفهومها الشرعي ، فقد انتشرت في أوساط الشباب مفاهيم جديده لمعنى الرجوله ماانزل الله بها من سلطان من خلال ارتداء لباس وفق اخرصيحات الموضه منه ماهو مقطوع في أماكن خاصه ومنه ماهو مزرور مثل ملابس الجينز تلبية لآخر خطوط الموضه وقصات الشعر الغريبه و الذي تشبه نوعا ما شجرة الصبار ، اضافة الى استخدام نبرات عاليه ومزعجه من أصوات الاغاني اتناء قيادة السيارات كنوع من المزاج ، مايميز هولاء الشباب بأنهم يستخدمون مفردات غريبه مثل هامبو مع استخدام حركات غريبه اتناء الضحك وكان الشاب قد اصيب فجاءه بنوبه حاده من نوبات الصرع ونحن نشاهد مايحدث لهذا الجيل ونتساءل من هو المسئول الذي اوصل هذه الأجيال إلى هذا المستوى المتردي من الأخلاق؟
ماحدث هو غزو ثقافي غربي ممنهج استهدف الشباب فقد كانت الدول الغربيه وعلى مدار السنوات تعمل بصبر وصمت حتى تصل إلى هذا الهدف عبر تمويل عشرات القنوات الفضائيه مابين غناء ورقص ومسلسلات لإيصال مايسمونه ثقافه واصبح الشباب والشابات يقلدون كل ما تحمله هذه التفهات باعتبارها تطور وتمثل اخر صيحه من صيحات الموضه لقد وصل شبابنا بهذا التقليد الى مرحله الإدمان والاعتقاد بأن هذا التقليد سوف يجعل منهم كيوت كما يقولون ، التقليد الصحي باعتقادنا هو بمنافسة و تقليد الغرب في مضمار العلم وفي نقل كل التقنيات التي تحمل جديدا يسهم في رفع مستوى الحياة في البلاد ، والمساهمه في نقل صوره حضاريه جميله عن تاريخ البلاد وتقديم صوره حيه عن أخلاق وعادات مجتمعنا والذي ترفع الراس.
لازلت إلى اليوم ارفع القبعه احتراما وتقديرا لجمهورية اليمن الديمقراطيه عندما انتشرت في سبعينات القرن الماضي موضة أو بالأصح وباء التشارلستون وتسريحة الافروا ، أمام انتشار هذه الظاهره تحركت الدوله وكانت تمزق سروال كل من تجد من الشباب وهو يرتدي التشارلستون وكانت تحلق نصف صلعه كل من تجد من الشباب وهو يتزين بتسريحة الافروا ، أسفر هذا التدخل الصارم من قبل الدوله إلى اختفاء موضة التشارلستون و تسريحة الافروا ننتظر من هذه الدوله مكافحة هذه الظاهره بذات القوه التي قامت بها جمهورية اليمن الديمقراطيه لأجل استعادة رجولة الشباب.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه