كتابات وآراء


الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - الساعة 10:27 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


تساءلت ماهو الفساد؟ وكيف يمكن قياس الفساد؟ وهل يقاس الفساد في نوعية الأموال او ضخامة الأموال التي نمتلكها ؟ أو هل يقاس الفساد بنوعية الأعمال التي نقوم بها؟ أو هل يقاس الفساد بألاحجام التي عليها كروشنا؟ ومتى يستحق الشخص أن يطلق عليه لقب فاسد؟ وهل هذا اللقب يضيف الكثير إلى السيره الذاتيه وكيف يمكن لنا تعريف المعنى الفقهي لكلمة الفساد؟ .
غرقت في دوامه مثل هكذا اسئله وانا اجول ببصري هنا وهناك بعد أن أصاب الفساد كل مفاصل الحياة في بلادنا وصرنا نرى الفساد كخطر وجودي وبتنا نتعامل مع الفساد على أنه واقع تلزمنا الضرورات بالتعامل مع تداعيات وجود مثل هكذا فساد ولو على مضض ، على الرغم من ان لدينا هيئات عليا و دنيا لمحاربة أو مكافحة الفساد حسبما تشير إليها العناوين البارزه لمثل هكذا مؤسسات التي لديها مقار هنجمه بثاتيث فخم واعتمادات ضخمه في سبيل الشروع ولو على نحو شكلي أو على أقل تقدير لفظي في مكافحة الفساد ، ولكننا لازلنا إلى اليوم ننتظر عقد مؤتمر صحفي لهذه الهيئه العليا والدنيا لمكافحة الفساد يثلج فيه صدورنا تعلن فيه الهئيه العليا لمكافحة الفساد وهي بكامل هنجمتها عن اكتشاف حاله واحده فقط نستطيع أن نكتب عنها مجلدات من الشكر والثناء على المجهود والمهاره والتي تم من خلالها كشف الفساد ولكننا سننتظر وسنطوي السنين تلو السنين حتى ينهمر في صحراء الربع الخالي المطر.
المعنى الشرعي لكلمة الفساد هي اخد أموال الناس بالباطل وان كانت كلمة الفساد قد انشطرت في بلادنا إلى نصفين بحسب قوة و مثانة الاجتهاد لدى فقهاء علم الفساد في بلادنا فنصف الاول من فقهاء الفساد اجتهد بصمت في اكل أموال الناس في الباطل ، بينما النصف الآخر من فقهاء الفساد يجتهدون في دراسة الطرق الفنيه في تجفيف الخزانه العامه للدوله من الأموال وباستخدام كل ماهو متاح من نصوص القانون .
الفساد قد دخل مسرعا إلى مجتمعنا والذي تعامل مع الفساد بشئ من الفن والمهاره لدرجة أن العالم أصبح يشير الينا بالبنان نظرا لمكانتنا المرموقه في عالم الفساد ، حيث اكسبتنا الطرق الذي قام فقهاء الفساد في بلادنا بتطويرها و إجراء تعديلات جوهرية عليها سمعه عالميه نحسد عليها لدرجه بأن الفاسدون في مختلف دول العالم باتوا يتطلعون إلى دراسة فقه الفساد الخاص بنا ، فقد أدت المعارف والمهارات التي اكتسبناها في علم الفساد إلى طفره ونقله نوعيه في حياة الفاسدين ماجعل الكثيرين يعتنقون الفساد كأسلوب حياة عصري واصبح الفساد في بلادنا عبارة عن ايقونه عالميه تسر الناظرين.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه