الجمعة - 22 نوفمبر 2024 - الساعة 01:28 ص
وفاة أحد أفراد السلطه القضائيه مؤلم وخصوصا أن مات نتيجة مرض عضال ، ماالمني أن معاناة هذا الزميل كانت بصمت لم يبادر أحد من السلطه القضائيه إلى مد له يد العون رغم أن النيابه العامه تعتبر أكبر موسسه قضائيه من حيث عدد الأفراد فلو بادر أعضاء النيابه بالتبرع بأجر يوم واحد فقط من الراتب لذهب هذا الزميل إلى العلاج في الخارج على الأقل وهو مستور مجبور الخاطر ، لاادري حجم وفضاعة الألم الذي عانى منه هذا الزميل المغفور له بإذن الله تعالى ولكن أتوقع أن شدة هذا الألم لاتساوي شيئا في الميزان مقارنة بشعور و الم الخدلان الذي تعرض له سواء من أفراد السلطه القضائيه أو السلطه القضائيه بذاتها ، فمبلغ الثلاثه مليون الذي يصرف من قبل صندوق الرعايه والذي يراه القائمون بأنه ثروه سياديه يجب الحفاظ عليها لايكفي مطلقا حتى لعملية صغرى مثل قطع اللوز ، في الوقت الذي تكاليف الرعايه الصحيه والعلاج في ارتفاع دائم واصبح تكلفة العلاج خارج عن نطاق قدرات أعضاء السلطه القضائيه واصبح أعضاء السلطه القضائيه يولون بوجوههم قبل الله تبارك وتعالى طلبا لأحد الحسنيين ، بعد أن أصبح الموت مطلبا للراحه من الم ومن إهدار ماتبقى من ماء الوجه ، الكثير منا أصبح يعاني ولايطيق شدة الألم ولا يستطيع أن يصرخ بما يعانيه من شدة الألم تعودا من أن يقال عنه أنه يبحث فقط عن المزيد من الأموال ، خدوا الأموال فلسنا بحاجه الى بريقها فنحن لانستفيد من هذه الأموال سوى بدفع أجرة الأطباء وثمن الفحوصات والعلاج ، خد ماتشاء من الأموال اعطينا في المقابل صحتنا الذي فقدنا خيرها ونحن نجتهد ونتفاني في العمل خدمة العداله فهذه المقايضه برائي عادله فنحن لانطارد سوى الصحه لعل وعسى أن ندركها ،
اتمنى من مجلس القضاء أن يبحث عن طوق نجاة للمرضى ولو من باب إسقاط الواجب عبر الجلوس مع المختصين في الدول العربيه و الخليجيه للاتفاق على برتوكول خاص لتقديم منح مجانيه لعدد مئه أو أكثر من القضاة سنويا للعلاج في مختلف الدول العربيه و الخليجيه كنوع من التضامن من الأشقاء تقدير للضائقه الماليه التي تمر فيها البلاد أو على مجلس القضاء الأعلى اخد أموال صندوق الرعايه وشراء قطعة أرض تخصص كمقبرة لأعضاء السلطه القضائيه مع تعين قبار محترف ولجنه خاصه تشرف على شراء متطلبات الموت من كفن وحنوط ولجنه خاصه للإشراف على مراسم الدفن وإعداد مسوده تعزيه للاشاده بمناقب الفقيد وطول خدمته على أن يطلق على هذه المقبره (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) رحم الله من غادر منا مسرعا إلى رب رحيم والهم ذويه الصبر والسلوان إنا لله وانا اليه راجعون.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه
