الثلاثاء - 18 فبراير 2025 - الساعة 03:00 م
احيانا يجب العوده الى كتب الفقه في محاوله لاسترداد مافقدناه ولكن العلم تظل تلك الجوهره التي تسر الناظرين وتجدب إليها الراغبين في الحصول على نحوا من بريقها عسى أن ينفع وينتفع ويرتفع بها ، فتساءلت لماذا يعزف الشباب عن طلب العلم الذي أصبح في هذا الزمان متاحا وبكل سهوله في امهات الكتب ، لن يتعب الشباب في الحصول على امهات الكتب فهي موجوده في المكتبات بمختلف مسمياتها بل أصبحت تلك الكتب متاحه في تطبيقات تنقل تلك الكتب مباشرة من دون اي عناء أو مشقه نحو الجوال في ثوره علميه ورقميه لم يستفيد من خيرها سوى القليل .
قصة اجتهاد اولئك العلماء والذين طلبوا العلم في زمان لم تتوفر لهم فيه جولات أو تطبيقات تساعدهم في إتمام كتبهم ولم تكن تتوفر لهم أجهزة كمبيوتر تساعدهم في إنجاز أبحاثهم ولم تتوفر لهم مطابع أو دور نشر تقوم بنشر أبحاثهم وحتى لم تتوفر لهم طاقه كهربائيه يسهرون على نورها لأجل كتابة أبحاثهم مع ذلك اجتهدوا ايما اجتهاد و تركوا لنا ارث و كنوز على هيئة كتب فيها عصارة ماتوصلت إليه عقولهم ، لقد استفاد الغرب من اجتهادات علمائنا وقاموا استنادا لهذه الأبحاث في إنجاز ثوره صناعيه رفعت تلك الدول نحو الثريا بينما نحن تركنا هذه العلوم سبيل لمن يشاء أن يتذوق خيرها وانشغلنا حتى أخمص قدمينا في الخلافات ، لقد اجتهد مشائخ هذا الزمان سواء بقصد او بدون قصد في إشعال الخلافات وتأسيس التأييد الاعمى لهذا الرائي أو ذاك ، بينما وقف الاتباع خلف اجتهاد هذا الشيخ أو ذاك وكان هذا الاجتهاد قد أصبح حكما شرعيا يجب على العامه القبول به وأتباعه في الوقت الذي تمتلى كتب الفقه بالاراء الفقهيه لاصحاب المذاهب الاربعه الذي أجمع اهل العلم على صحة نهجهم وليس عليك حرج لو عملت بهذا الاجتهاد أو ذاك طالما وان هذا الاجتهاد يستند الى ادله متينه من كتاب الله وسنة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ، فاحتكار حق الفتوى ليس حكيما والتشردم إلى جماعات عمل منبود لأن جماعة المسلمين جماعه واحده يحكمها كتاب الله وسنه المصطفى عليه الصلاة والسلام لقد رأينا بأم أعيننا كل جماعه تنقسم إلى جماعات عند نشوء أدنى خلاف بين مشائخها فكل جماعه لها تفسير خاص للنص الشرعي تقف خلفه بقوه على اعتبار بأن هذا التفسير هو الحق المبين الذي لايجب مخالفته حتى أن مثل هذه النزاع وصل إلى المساجد واصبح الصراع محتدما على المنابر وكل جماعه تقدم نفسها على أنها هي الجماعه الوحيده الناجيه ونحن ندعوا علماء هذه الامه الى كلمة سواء تجمعنا على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام استنادا إلى قوله تعالى﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾ [الأنفال: ٤٦] فالخلافات والفتاوى فرقت المسلمين إلى جماعات وأضرت بصورة الاسلام في العالم بل أصبح أعداء الإسلام يسثتمرون في هذه الخلافات ويضعون الزيت على النار لاظهار الدين الاسلامي بصوره مشوهه ، الأمر بحاجه الى مراجعة شامله لكل أخطاء هذه المرحله والوصول إلى الحلول التي تضع هذا الخلاف خلف ظهورنا وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد