الأربعاء - 29 يناير 2025 - الساعة 10:15 م
صرخة المرض هي الصرخه الوحيده التي يتم تجاهلها فصداها لايسمع حتى وإن كان يصدح بقوه تعادل صوت البراكين ، فتساءلت في اي جهه من كوكب الارض نعيش ؟ هل نعيش في الجانب المشرق من الأرض نحظى فيها برعايه من الطيبين أو أننا نعيش في الجانب المظلم من الأرض حيت لايراك ولا يكثرت لامرك أحد.
المرض يأتي بدون اي مقدمات ، يحمل لنا الكثير من الغصه والألم ، تتطلب منا صبرا بلا حدود على العناء ، تجد نفسك بين ليلة وضحاها وقد تم بالمعنى الحرفي سلخ قدمك وانت ساكن وحيد على فراش المرض تنظر يمنة ويسرى نبحث عمن يشد على ايدينا ، نبحث عمن يواسبنا ويرفع من رباطة جاشنا ، ولكن لانجد سوى الصبر يربت على صدورنا يواسينا بعد أن هجرنا الاصدقاء .
عجبت من الجراحين وهم ينتشرون بملابسهم البيضاء حولي ، تمتلى أيديهم بالمشارط يطبقون كل ماتعلموه من علوم من اجل إقناع صحتي سواء عبر الوسائل السلميه أو عبر الترهيب بالعوده الحميده إلى ذاك الجسد المضرج بالدماء ، وانا اتضرع إلى الله تبارك وتعالى أن يبارك في علمهم وعملهم ، فهم يجتهدون يتخدون القرارات المصيرية بشاني من دون الجلوس معي إلى طاولة الحوار ، فالطاوله الوحيده التي يعرفها الأطباء هي طاولة العمليات .
عجبت من دقة هذه القرارات التي لا تحتمل الخطاء وحتى وإن كان هذا الخطاء يدخل في هامش الخطاء المقبول لأن موضوع هذه القرارات انسان لاحولا ولاقوة له ، فتحية لكل الأطباء على خدمتهم وتفانيهم في انقادنا ، الكلمات لاتستطيع أن تعبر عن الامتنان لصنيعهم ولكن لا امتلك غيرها .
المرض عجيب في فجاءة قدومه وفي حجم الألم الذي يتسبب به ولكنه في الاخير هو مطهر ينظف ذنوبنا ويقيم عثراتنا ولكن مايؤلم أكثر عندما تترك وحدك على فراش المرض من دون شبكة أمان تعينك على تحمل نوائب الدهر لتبقى الصحه هي التاج في رؤوس الاصحاء لايراه سوى المرضى.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه