الأربعاء - 20 نوفمبر 2024 - الساعة 08:17 م
حينما نجلس قليلا مع النفس في لحظة صدق ، نتساءل عن كل تلك القوانين التي تنظم وتتحكم في نواميس حياتنا ونحن بشكل أو بآخر نخضع صاغرين لقوة هذه القوانين سواء كان هذا الخضوع برضى منا أو كان هذا الخضوع رغما عنا وان كنا بفضل حدسنا و قوة نباهتنا نتملص احيانا من الالتزام في تنفيد بعض من هذه القوانين ، فقلت لماذا لانعرج قليلا لنطالع هذه القوانين عن قرب ونرى اثر هذه القوانين في حياتنا
عندما نغادر بطون امهاتنا نجهل مطلقا بوجود مثل هذه القوانين مع أن هناك من القوانين منذ الولاده من تحمي بشراسه حقوق الاطفال منها على سبيل المثال قانون حقوق الطفل ، في الوقت التي تعيش فيه الاسره تحت ايقاع الفرح بهذا المولود الجديد تبحت عن السبل المثلى لأجل إرضاء القادم الجديد وتلبية كل رغباته ، وعندما يبداء القادم الجديد باستيعاب مايدور حوله يبداء بالخضوع لبعض القواعد الخاصه وان كانت هذه القواعد تطبق في نطاق الاسره الواحده ، لكن الطفل يكتسب من هذه القواعد شخصيته وينشاء معها على حب واحترام القانون ، رويدا يبداء هذا الطفل في الدخول إلى عالم القانون خصوصا إلى تلك القواعد التي تتعلق في قواعد الاباحه والتحريم ، فيبداء القادم الجديد في التعامل مع مثل هذه القواعد بشئ من الذكاء ، يلتزم بالبعض من هذه القواعد ويخالف البعض الآخر في محاوله جريئه من هذا الطفل لاختبار قدارته في الاحتيال والتملص من هكذا التزام ، وعندما يصبح هذا الطفل عاقلا راشدا ، يجد هذا الشاب نفسه عالقا في مواجهة قوانين تصنف بأنها من العيار الثقيل لاتتسامح مطلقا ، فإن اختلف مع زوجته وجد نفسه صارخا أمام قاضي الأحوال الشخصيه ، وإذا تنازع في شأن ملكية عقار وجد نفسه صاغرا أمام القاضي المدني ، وان تنازع في تجاره وجد نفسه واقفا أمام القاضي التجاري وإذا ارتكب جريمه ما وجد نفسه مذعورا في مواجهه مباشره مع القاضي الجزائي أو قاضي الاموال العامه وإذا نشب نزاع في مقر العمل وجد نفسه مشارعا أمام القضاء الإداري.
القانون هو الأساس الذي ينظم حياتنا سواء بشكل نصوص قانونيه أو نصوص شرعيه من دون تلك القوانين والنصوص الشرعيه تصبح حياتنا عبارة عن غابه لايحترم فيها أي حق للضعيف فالدين كما تعلمنا من أسلافنا هو معامله والمقصود بمثل هكذا معامله هو علاقة الناس ببعضهم البعض والتي يجب أن تخضع هذه المعامله لقوة القانون الصارمه في سبيل الحفاظ على الحق سواء كان هذا الحق حق خاص تعلق بأفراد أو كان هذا الحق حق عام تعلق بالمجتمع
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه