الخميس - 14 نوفمبر 2024 - الساعة 02:42 م
ماقيمة الود؟ هل يقاس قيمة الود بالاموال ؟ كم من الأموال ينبغي علينا أن ندفع في سبيل الحصول على الموده. و هل قيمة الود تقاس بالمصالح؟ واي أنواع من المصالح الذي ينبغي علينا تقديمها كقرابين في سبيل الحصول على المحبه أو أن الود هو عباره عن نوع خاص من المشاعر ليس له وجود سوى في كتب الخيال العلمي ،
مثل هذه الاسئله تستحق الوقوف عندها و التفكير قليلا في مقاصدها ، لأجل اكتساب المزيد من المعرفه ليس من خلال تبني ردود بكلمات هي اقرب إلى كتب الفلسفه منها إلى الحقيقه ، فالود هو من اجمل المشاعر أن لم يكن أفضلها على الاطلاق ، فهو يعتبر مزيج راقي من مشاعر عده تكون أقرب إلى الحب وأرقى من الاحترام ، هذه المشاعر لاتختص بأحد ما إنما هي نصيب يختص به البعض تجاه البعض الآخر بشئ من التفضيل ، فالقلوب لها نواميس احيانا لانستطيع ان نفهمها ، فالبعض يمتلك قلب رحيم عامر بالمحبه بينما البعض الاخر لديه قلب متعدد الالوان مثل الحرباء يتكيف مع كل وجه ، بينما هناك نوع نادر من القلوب ملئ بكل انواع المشاعر لايعرف إليه الكره سبيلا يعود الفضل في هذه المشاعر إلى إنسان يعيش في سلام مع النفس يتبنى مبداء ينبد فيه الكره ، فهو محب وان كان اظهار مثل هذه المحبه يصنف في زماننا بنوع من أنواع السداجه ، فالإنسان وفقا لنواميس حياتنا الحاليه يجب أن يكون شديد الباس ومهندم ولاضير أن حمل عقل فارغ ولا جناح عليه لو استخدم كلمات سوقيه تسوق له بأنه رجل عالي الشكيمه ومعصور القرون ، بينما الود على النقيض تماما من ذلك ، لذلك أصبح مجتمعنا عدائيا ، لقد فقدنا الود الذي كنا في سبعينيات وتمانينيات القرن الماضي نعيش في ظله ، لازلت اتذكر بحسره كل ذلك الود والمحبه التي انتشرت بين الناس اختفت بسبب انتشارها كل الجرائم والشجارات وان وجدت كانت تصنف ضمن الهامش المقبول ، وحتى العبارات التي تؤدي المشاعر لم نكن نسمع بها ، لقد كنا عباره عن مجتمع اقرب إلى المثاليه انتشر الود بيننا كانتشار النار في الهشيم ، لم نكن نعرف مطلقا بأن هذا من اصل هندي أو ذاك من اصل صومالي ولم نكن نعرف بأن هذا سيد من سادات قريش وذاك قبيلي من القبائل القويه والمسيطره ، لم نكن نؤمن وقتها مطلقا بثقافة الكراهيه ولم نكن مدججين بكل انواع الاسلحه والقنابل حتى أخمص قدمينا ،كان الود فقط هو من يؤلف بين قلوبنا ، كنا نضحك بسعاده و بقهقه عاليه يتردد صداها في المقاهي و نحن نحتسي الشاي العدني اللذيد ، كانت حياتنا بسيطه وكانت احلامنا متواضعه ولكننا كنا في غاية السعاده ، أما الآن فقد اصبحنا اقرب إلى الوحوش الضاربه لقد تخلينا بفعل الواقع وبشكل طوعي عن انسانيتنا واصبح الكره والبغضاء هو السلوك الذي نتباهي به ، واصبحنا نغرق في مجتمع مادي يوزن كل شي بالاموال لايكثرث أن كانت مصدر هذه الأموال من رزق حلال أو أن هذه الاموال عبارة عن هبشه من غير قصد من مال حرام ، المهم أن يكون الجيب عامرا بالاموال فلاشي أكثر قيمة وبهاء من الاموال ، فقد أصبحت الأموال سيد وصنم هذا الزمان ، لأن الأموال اصبحت تعطي لبعض الوجوه بشاشة وتعطي لصاحبها هيبة لايستحقها ، لذلك نستحق كل هذا الغلاء وكل هذا الابنلاء ...
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه