الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 09:02 م
الشروق و الغروب أمران مدهشان نشاهدهما كل يوم بالعين المجرده ، لانحتاج مطلقا إلى نظارات خاصه حتى تنقل لنا مشاهد الشروق و الغروب بتقنية ثري دي الفائقة الدقه كما يفعلون اتناء انتاج المسلسلات والافلام ، قد تحمل مشاهد الشروق و الغروب البديعه لوحة فسيفساء فنيه ترتسم في السماء يتغنى بجمالها الشعراء والأدباء في كل زمان ومكان ولكنها تحمل في ذات الوقت من المعاني التي تستحق أن نعطيها بعضا من انتباهنا للوقوف والتفكير عندها ، لماذا تغرب الشمس وتختفي ويظهر علينا القمر بذاك النور ويختفي؟ ونحن بين سطوع الشروق و أفول الغروب نتأمل بصمت ونتسائل هل يحمل هذا الغروب وذاك الشروق كنايه بليغه و مختصره عن المعنى المجازي لحياتنا ،
فالحياة عباره عن فيلم وثائقي قصير تبداء الأحداث من ليلة سقوط راسنا وسط افراح و قهقات الأهل وتنتهي الاحداث بليلة دخول راسنا إلى ظلمة القبر وسط حاله من الحزن و الدموع تصيب الأهل والأصدقاء ونحن بين سقوط رأسنا إلى الدنيا وغياب رأسنا في ظلمة القبر لم نستوعب ماذا حصل ؟ فالدنيا الذي عرفناها خلال سنوات حياتنا المعدودات مرت بسرعة البرق بين ابتسامات هنا ودموع هناك و بين احسان هنا وذنوب هناك ، تمرغنا في هذه الدنيا بين الخير والشر ، رسمنا فيها نحوا من الاحلام التي رفعناها إلى مرتبة اهداف حيويه ذات اولويه قصوى في حياتنا ، قضينا الأيام والسنين ونحن نعمل بذاك الجهد لأجل تحقيق هذه الأحلام ، ولكن فجاءه ومن دون أي مقدمات اكتشفنا بأن تلك الاهداف كانت عبارة عن اوهام من وحي الخيال و أن كل تلك الأموال التي اجتهدنا في الحصول عليها تحت مختلف المسميات لم نهتم من اين و كيف جاءت ، الأهم أنها أصبحت بين أيدينا و أدخلت الدفء إلى جيوبنا والسعاده والرخاء إلى حياتنا اكتشفنا فجاءة بأنها كانت عباره عن اوراق بنكوت أفسدت علينا حياتنا و سلبت منا إنسانيتنا ، لن تنفعنا كل المناصب التي تقلدناها وان اخدت بيدنا إلى مرتبة الوزراء ولن تنفعنا كل الأموال التي جنيناها حتى وإن اخدت بيدنا إلى بلوغ مراتب الاثرياء ، ولن تنفعنا الانساب حتى و لو كانت قبائلنا من اشد القيائل بأسا وأكثر القبائل قوة و عددا في بلوغ مراتب الاتقياء ،،
يجب أن نستوعب بأننا مهما مااجتهدنا لن نحمل معنا المناصب والأموال إلى الاخره إنما سنحمل إلى الاخره وزرهما .....
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه