كتابات وآراء


الجمعة - 27 سبتمبر 2024 - الساعة 03:02 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


البعض يقف عند كلمة استحسان مستغربا يتفكر في المعنى البسيط لهذه الكلمه ، غير مدرك لأهمية هذا المصطلح ومايحمله من علوم عند فقهاء الشريعه الاسلاميه ، فالاستحسان عند الفقهاء هو أداة استنباط الأحكام الشرعيه عند غياب النصوص ، والاستحسان في علم اللغه هو أن تعد الشئ حسنا ، وينقسم هذا الاستحسان إلى انواع عديده منها استحسان سنده النص و استحسان سنده الإجماع و استحسان سنده الضروره واستحسان سنده القياس الخفي و استحسان سنده المصلحه واستحسان سنده العرف وهناك أنواع أخرى مثل الاستحسان بالسنه والاستحسان بالعاده ، و جوهر الاستحسان هو أن تحكم في مساله بمثل ما يحكم في نظائرها لوجه اقوى يقتضي العدول عن الاول ، وقال العلامه الحسن البصري ان الاستحسان ترك وجه من وجوه الاجتهاد لوجه اخر اقوى منه وهو في حكم الطارى على الاول، ومايميز القياس عن الاستحسان بأن القياس فيه مساله غير منصوص عليها بمساله أخرى منصوص عليها لاتحاد العله بينما الاستحسان فهو العدول بالمساله عن حكم نظائرها إلى حكم اخر لوجه اقوى يقتضي العدول ،
الاستحسان لايلجاء إليه إلا عندما يتعذر العمل بالقياس فالاستحسان هو العدول عن قياس خفي لوجه اقوى، فالاستحسان مع القياس يعتبر اهم وظيفه اصوليه من حيث قدرته على ايجاد المخارج على القضايا المستجده والنوازل، اختلف الفقهاء في حجية الاستحسان ومدى الاعتداد به في إثبات الأحكام الشرعيه الى مذهبين المذهب الأول يقول بحجية الاستحسان في استنباط الاحكام وهو ماذهب إليه الحنفيه والمالكيه بينما فقهاء المذهب الشافعي لايرون بحجية الاستحسان وان الاستحسان لايعتد به في إثبات الاحكام،الشرعيه،،
بغض النظر عن هذا الاختلاف فان الفقهاء قد نقلوا الينا علوم لايعرف الكثير منا قيمتها فنحن كعرب اصبحنا نبحث في موائد العلم عن مايتصدق به الآخرين علينا من الفتات الذي يسكت نوعا ما شغفنا بينما باقي الأمم تتنافس على اغتنام النفائس ،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه