الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - الساعة 02:44 م
لكل انسان سيره ذاتيه يتباهى ويتغنى بها فيها شريط طويل من الإنجازات والمواقف التي قام بها والتي كانت السبب الذي جلب له كل هذا الحب والاحترام والتقدير ، تختلف هذه السيره الذاتيه من شخص الى آخر قياسا على النجاح ، قد يكتب الله تبارك وتعالى التوفيق في مسيرة البعض بينما يكتفي البعض الآخر بحصد الاماني، ولكن تساءلت كيف تكون السيره الذاتيه للقضاة ؟ فوضعت هذا الموضوع أمام ناظري ، فالقضاة نوعيه خاصه من البشر لايتمتعون بتلك الاطوال الفارعه فمنهم الطويل ومنهم دون ذلك وليس لديهم تلك الأجسام القويه والمليئه بالعضلات والرشيقه وان كان موخرا قد فقد القضاة معظم الذهون في أجسادهم نتيجة ارتفاع الدولار والسعودي ، يمتاز القضاة باناقه مقبوله وفق أحدث خطوط الموضه المحليه ، برفقة كل قاضي ملف صحي ضخم عامر بالفجائع ،،
القضاء هي المهنه الوحيده التي تجلب لك خليط معتبر من الشر مابين عداوات واشاعات واحيانا اعتداءات ، مهما ماحاول القضاة أن يكونوا بمقدار معين من الود وضبط النفس أو أن يكونوا بمقدار ما من الحزم والصرامه أو أن يكونوا في التعامل الحسن أساتذه ومعلمين ، لابد أن ياخد دور البطوله في اشاعات الناس وموضوعا ساخنا لاتهاماتهم حتى لو كان هذا القاضي حصيفا أو منصفا فالأمور في أعين الناس تقاس من زاويه اخرى ليس لها علاقه بمناقب القاضي ،،
القوانين تنصف كل باحث عن العداله طالما واستطاع اثباث مثل هذا الحق بالادله الشرعيه بينما القاضي هو الانسان الوحيد الذي لايجد من يرى بعين الإنصاف إلى حاله ولايجد حتى من يكلف نفسه ولو مكرها بسماع معاناته ، فالقاضي هو الضيف الثقيل المهندم الذي يكون حاضرا في حفله انتقادات واسعه تقام على شرفه ، الكل يتسابق وبكل العبارات سواء كانت هذه العبارات مناسبه أو لم تكن في نتف شعر القضاة بطريقه قاسيه يندى لها الجبين ، متناسين بأن القضاة هم نخبة المجتمع واصحاب الفضل في الحفاظ على سلامة وسكينة المجتمع ،،
لست بحاجه الى تلميع صورة القضاء والقضاة فالاعمال والمواقف الذي يقوم بها القضاء هو الوجه الناصع والمشرق الذي به يظهرون ، ومن هذه المواقف الذي تناساها البعض عند تحرير مدينة عدن غابت السلطات بكل مسمياتها والتي كانت مشغوله بالخدمات الفندقيه الراقيه في الخارج الا صناديد المقاومه و القضاة وموظفي المحاكم الذين كانوا في عرينهم يعملون في صمت ، فنحن لا نمتلك فصاحة الوزراء في التعبير عن انجازات وهميه ولكن نمتلك تلك مواقف التي تملئ بشجاعتها سيرتنا الذاتيه،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سعيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه
