كتابات وآراء


الأحد - 15 سبتمبر 2024 - الساعة 03:06 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


بناء الاحكام ليس بالأمر السهل ، فهو لايحتاج الى مواد البناء مثل الحديد أو الكري اوالنيس اوالاسمنت ، ولا يحتاج الى مهندس معماري يشرح لنا النظريات الحديثه في بناء الكابات والاعمده حتى يقف الحكم على أساس متين ، ولا يحتاج الحكم إلى نوع معين من المفردات التي يغلب عليها الطابع الفلسفي أو مفردات كالتي يتم استخدامها في بناء الأبحاث والدراسات فمثل هذه المفردات يستخدمها النخبه من أهل الاختصاص والعلم مكانها في الكتب وليس في الأحكام ، كما لايحتاج الحكم إلى مشاعر فقلوب القضاة محظورا عليها استقبال المشاعر الا في المناسبات الرسميه فقط بينما الاعتقادات والاراء المسبقه التي يعتنقها ويتبناها القاضي يجب أن يغلق عليها الباب بإحكام في الفص الأيسر من الدماغ حتى لا ثؤنر باي شكل كان على قناعة القاضي،
الأحكام تبنى على القناعات التي تكونت اتناء اجراءات النظر في القضيه بعد حذف الدموع والصراخ والعراك والمديح لشخص القاضي من المشهد فلا يبقى أمام القاضي سوى البرهان ، يعمل القاضي على بناء الاحكام باستخدام مفردات بسيطه يفهمها الناس فاستخدام المفردات بطريقه أهل الفلسفه قد يقود الناس الى تقديم طلبات تفسير الحكم على اعتبار بأن كل كلمه في الحكم لها وزنها ولها أهميتها ، يفترض أن يكون لها معنى لغوي مفهوم ، فالمفردات البسيطه تستطيع أن تصل بسهوله واريحيه إلى عقول الناس بغض النظر عن المستوى الثقافي أو العلمي ،،
بناء الحكم يبداء بالاشاره إلى أطراف النزاع و تدوين رقم القضيه والعام الهجري الذي قيدت فيه مع الخوض في المناعي الذي صدع بها المدعي ورد عليها المدعى عليه مع بيان كل البراهين الذي قدمها كل طرف ، عندها يقوم القاضي بصياغة حيتيات هذا الحكم استنادا لماثبث في مجلس قضائه بعد أن قام بوزن الادله على ميزان العداله حتى رجحت القناعه على صورة منطوق يزين مسودة الحكم لصالح هذا الطرف أو ذاك،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه