كتابات وآراء


الخميس - 12 سبتمبر 2024 - الساعة 04:24 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


كتابة العرائض هي مهنه وفي ذات الوقت فن و سحر لايتقن أصول هذه المهنه سوى القليل ، فليس كل من بيده قلم يستطيع الكتابه وليس كل من يستطيع الكتابه يمتلك تلك البلاغه ، فالعربضه هي فن في ترجمة المظلوميه تختصر المعاناة وتختزل الكثير من الألم في كلمات معدودات ، لاتكمن المهاره في صياغة العريضه بقدر ما تكمن المهاره في تقديم كلمات تلك العريضه بأسلوب مهذب و قشيب وكانك فجاءه تقف في عين المكان تشاهد احداث ووقائع بأم العين تعيش اجواء الحدث تشاهد كل مايجري في صمت وذهول،،
عريضة الدعوى هي في الأصل عباره عن روايه لقصه لها كاتب واحد ، تخبرنا بلغه رشيقه عن احداث مضت قد تكون هذه الأحداث قائمه على روايه صحيحه أو قد تكون هذه الأحداث قائمه على روايه من وحي الخيال ، فمثل هذه العرائض تحمل قصة نزاع نقف أمام تداعياته ولكن لايمكن أن نشاهد الصوره الا باطلاعنا على الرد على هذه العريضه حتى نضع النقاط الحاسمه على الحروف لنكمل فصول القصه فتصبح رؤيتنا لتفاصيل ألنزاع بجوده افضل ولكن رغم كل ذلك لا نضع للكلمات اي خاطر ولا نضع للكلمات أي اعتبار ، فالكلمات في الاخير تحمل الينا بمهاره شي من التضليل ، فقد بنيت العرائض بتلك الروعه ليس لتسليتنا أنما لأجل أن تسلب اهتمامنا و تسرق انتباهنا وتتلاعب بمشاعرنا وتحاول أن ثؤتر على قراراتنا و تسرق على حين غفلة حيادنا ،،
قد تنجح الكلمات احيانا وتفشل في أحيان أخرى ولكن نشوة النجاح لاتدوم ، فالبرهان هو من يخرس الكلمات ويحقن الدموع فالبرهان يمتلك تلك القوه والحجه التى لاتضاهيها اي قوه فأمام هذه القوه تخنس الكلمات وتختفي الدموع ..!!
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه