السبت - 14 سبتمبر 2024 - الساعة 05:59 م
هناك تاريخ لايبحث عنه أحد ينساه الجميع ولكن عندنا موجود ومحفوظ و مدون بعنايه في باطن الملفات و السجلات ، موجود في المحاكم بمختلف أنواعها ، فهو الأرث الثمين الذي ياخد مكانه إلى جانب الكنوز النفسيه في ادراج ارشيف المحاكم وفقا لترتيب خاص ، هذه الملفات هي الإرث الذي يحكي لنا بالتفاصيل الدقيقه قصص تلك المعارك القانونيه والتي دارت رحاها في ساحات المحاكم منها مايتعلق بنزاعات الملكيه أمام المحاكم المدنيه ومنها مايتعلق بإثبات البراءه أمام المحاكم الجنائيه ومنها ما يتعلق بنزاعات حول العلامات التجاريه أمام المحاكم التجاريه ومنها مايتعلق بنزاعات حول الخلع وفسخ النكاح أمام محاكم الأحوال الشخصيه ومنها ما يتعلق بنزاعات حول التعسف الذي يعاني منه العمال والموظفين أمام المحاكم الاداريه ،
كل تلك المعارك دارت رحاها هنا ، لقد سمعنا الصراخ وهو يصل إلى أبعد مدى ، ورائينا الدموع وهي تتساقط باستحياء مثل قطرات الندى ، فغبار كل هذه المعارك القانونيه موجود هنا في محاضر الجلسات ، لم نهدر شيئا في تدوين أحداثها ليكون ملف القضيه شاهدا على ضراوة تلك المعارك القانونيه التي دارت رحاها هنا،،
المعارك القانونيه قد كشفت عن واقع جديد علينا أن نتعايش مع تداعياته فقد شاهدنا فيه اخوة الامس وقد أصبح يضرب بعضهم رقاب بعض وبدون أي اعتبار لصلات الدم من اجل الأموال ، وشاهدنا بأم العين رجال ونساء وهم يحملون المعاول وسط تشجيع و تصفيق من الأهل والاقرباء يهدمون بيوتهم ويشردون أطفالهم بأيديهم ، لقد رائينا في هذه النزاعات مايشيب له الرأس وما ينكره العقل ،
الملف يحمل التفاصيل الدقيقه لقصة المعارك القانونيه والتي استخدمت فيها جميع النصوص القانونيه لاحداث اكبر ضرر ممكن لأجل نشوة التباهي بانتصار لايدوم ، اتناء هذه النزاعات القانونيه تغيب العقول و تخرس الاصوات وتحضر الشياطين الذين يقفون بنصائح إلى جانب هذا الطرف أو ذاك ليقودا أطراف القضيه إلى متاهة نزاع ليس فيها اي رابح،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه