الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - الساعة 07:55 م
ماهي العداله؟ لماذا اقترن اسم العداله بالميزان؟ و مالمقصود بالميزان؟ هل هو ميزان عادي مثل سائر الميازين نكيل به مشترواتنا أو هل هو ميزان اخر نكيل فيه قضايا الناس بحسب اوزان وأهمية أصحابها او هل هو ميزان اخر نزن فيه كلمات العرائض بحسب مظلومية أصحابها ؟ قد يضحك البعض من هكذا تساؤلات لقد تعرضت لاحدها على سبيل الصدفه من قبل مواطن يريد أن يفهم ماهي العداله ؟ ولماذا يرتدي أهل القانون سواء كانوا محامون اوأعضاء نيابه أو قضاة لباس اسود جميل يبرز فيه الميزان كعلامه فارقه تدل على علاقة مرتديها بالقانون ،،
التعريف البسيط للعداله هو عدم انحياز القاضي لأي طرف كان ،ويعرف الفقهاء حياد القضاة بكلمات انيقه و هو البقاء على مسافه واحده من الأطراف و المعنى الشرعي لبقاء القضاة على مسافه واحده هو ان لايميز القاضي طرف عن الآخر سواء بالقول أو بالنظر أو حتى في المعامله الحسنه بينما اشترط بعض الفقهاء لتمام الحياد من باب التشديد بأن يعطي القاضي ذات المقدار من الوقت لكل طرف وان تفضيل طرف على الاخر بحيز اكبر من الوقت يضع حياد القاضي محل شك ، بينما البعض الآخر من الفقهاء اباح للقاضي أن يكون ودودا ولكن بمقدار موزون في تبادل اطراف الحديث مع الأطراف بشرط ألا يكون مثل هذا الود سببا لفقدان القاضي الحزم في إدارة الجلسات وحتى لا يترجم الأطراف مثل هذا الود كنوع من أنواع التراخي ، بينما يصر باقي الفقهاء على ألا يتبادل القاضي في مجلس قضائه اي حديث خارج إطار القضيه التي ينظرها حتى لا يفقد القاضي الاحترام والوقار في عيون الأطراف ،،
الشريعه الاسلاميه والقوانين الوضعية قد وضعت قيود قاسيه كبلت بها القاضي تتعلق بنوعية اللغه وأناقة المفردات التي يتعامل بها القاضي والطريقة الحكيمه التي يجب أن يظهر بها ويتحدث بها اتناء نظر القضايا ، كما يجب على القاضي أن يكون حصيفا و في قمة الهدوء والسكينه و مستمعا بدقه و بانتباه لكل مايتم في مجلس قضائه وعليه التشغيل الفعلي وبالقدرات القصوى لكافة الحواس التي يمتلكها مع بقاء التركيز في حالة التشغيل الدائم ، ومحظور على القاضي ان يبتسم الا إذا لاسمح الله طحست واحده من تلك الابتسامات على سبيل السهو حتى لا تكون هيبة و وقاره القاضي محل استهجان ، فالقاضي يجب أن يكون في مجلس قضائه مهندما و في قمة الاناقه لأن المظهر له انعكاس خاص يشي بالحاله التي عليها السلطه القضائيه ، ويجب على القاضي قبل أن يهم إلى الدخول الى قاعة المحكمه أن يترك خلف الباب كل مشاعره وقناعاته و معتقداته وفي الاخير يجب أن يسع صدر القاضي جميع الأطراف حتى وان ضاقت صدورهم وعلت أصواتهم ،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه
