الخميس - 05 سبتمبر 2024 - الساعة 10:40 م
الكراهيه ليست خطاب إنما سلوك ، يتنمر به بعضنا على بعض ومنبع هذا السلوك بعض الحقوق والمزايا الذي يختص بها الانسان نفسه مثل شرف النسب أوشرف الانتماء إلى القبيله أو لون البشره ويجب أن يكون هذا اللون ابيض مائل قليلا الى الاحمرار حتى تتحقق الغايه من التباهي ، فكلما تعرض هذا اللون لشئ يجعله اقرب قليلا إلى السواد قلت حظوظ صاحبه بأن يعامل كإنسان.
الكراهيه ظهرت في بقاع مختلفه من الأرض واخدت اشكال و الوان عديده لذلك لازال الكراهيه كمصطلح يصنف وفق تعاريف متضاربه قياسا على نوع هذه الكراهيه فالبعض من أنواع الكراهيه يمارس علنا والبعض الآخر من الكراهيه لازالت الممارسات فيه قيد الكتمان ، وهناك الكثير من القصص والروايات لأشخاص كانوا ضحايا لمثل هذه الممارسات مايشيب له الراس ،
الدول الغربيه والتي صدعت صحفها وقنواتها الفضائيه وكذلك الافلام التي تروج لها برؤسنا بأنها قد وصلت إلى درجة الكمال في إقرار الحقوق الدستوريه المتساويه لكل الاعراق الا ان تلك القوانين المعلن عنها ظلت عباره عن ورق لا تساوي قيمة الحبر التي كتبت عليه ، فلازالت تلك الممارسات الخفيه تخرج بين الفينه والأخرى إلى العلن لقد شهدنا قبل سنوات وبام أعيننا انفجار انتفاضة الضواحي في العاصمه الفرنسيه باريس الذي قام به المواطنين الفرنسيون من اصول عربيه وافريقيه احتجاجا على الممارسات العنصريه للدوله الفرنسيه وكما شهدنا قبل أسابيع الاعتداءات الواسعه التي قام بها البريطانيون ضد الأقليات العربيه والافريقيه رافضين بقاء هذه الأقليات على الأراضي البريطانيه و ايضا بين الحين والآخر نشاهد تلك المعاملات العنصريه التي تقوم بها شرطة الولايات المتحده الامريكيه ضد المواطنين السود واستباحة التنكيل بهم و قتلهم خارج إطار القانون ، اما في ترابنا الوطني فحدث ولا حرج فلازال الإنسان يعامل وفق قوة ومكانة قبيلته فإن كان ينتمي إلى مثل هذه القبائل القويه والمسيطره ترتفع حظوظه في الحصول على الوظائف والمناصب الرفيعه وعلى الآخرين الاكتفاء بالامتعاض والقبول ببعض الفتات وينعكس ذلك أيضا على ارتكاب الجرائم فإن كنت من قبيله مهمه فان تمييع القضيه نحو التحكيم القبلي يصبح امر ممكنا و مستحبا لتنتهي هذه القضيه بدفع الأموال ودبح الاثوار ، أما إذا لم تكن تنتمي إلى إحدى تلك القبائل فإن المحكمه بانتظارك ،،
خطاب الكراهيه هو خطاب خاص تخصصت به بعض المنظمات والأحزاب الرديكاليه والتي توصف على سبيل التخفيف بأنها يمينيه مع أن باقي الأحزاب التي توصف بأنها أحزاب ليبراليه فإنها تتبنى ذات العقيده ولكن في السر ، في الوقت الذي تعلن الأحزاب اليمينيه صراحة بعدم قبول غير البيض في العيش في بلدانهم وتطالب هذه الاحزاب اليمينيه جميع البلدان التي تنشط فيها باتخاذ اجراءات قانونيه متطرفه منها على سبيل المثال تشديد إجراءات الهجره والتضييق على المقيمين في البلاد وسحب الجنسيه لمن ثبت ارتكاب الجرائم منهم على أعتبار بان البيض معصومين من ارتكاب الجرائم وغيرها من الإجراءات التعسفيه كما تطالب بها جهارا الفرنسيه ماري لوبين ومن هم على شاكلتها من المتطرفين وهو ماتنفده حاليا حكومات الدول الاوروبيه والتي تتبنى النهج الليبرالي تحت غطاء يافطه عريضه وهي مكافحة الإرهاب والاسلام فوبيا.
ختاما نقول لكل المنبهرين والمفتونين بالحضاره الغربيه بأن الحقوق ليست موضوع مناقشات أو حوارات او جدل في البرامج التلفزيونيه أو مشاريع لقوانين إنما هي ممارسات تكفل للإنسان أن يتم احترام حقوقه واهمها حقه في الحياة كإنسان لأن مايحدث حاليا في غزه من مجازر في ظل السكوت المخزي سواء كان هذا السكوت من الدول أو كان هذا السكوت من المنظمات الدوليه واخفاق كل تلك القوانين والذي كانوا يتباهون بها ولعقود واخفاق كل تلك المحاكم التي شكلوها سواء كانت محكمة العدل الدوليه أو كانت محكمة الجنايات الدوليه والغريب أن هذه الدول والمنظمات والتي فشلت في إيقاف الحرب أو إدخال الغداء والدواء إلى قطاع غزه استطاعت وبغفله من المجتمع الدولي إقناع رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني بهدنه لساعات في أماكن وتوقيت خاص في قطاع غزه لغرض التطعيم الشامل لاطفال غزه من مرض شلل الأطفال وسط استغراب عام و كان لسان حال المنظمات يقول ليس مهما عندنا أن يموت الاطفال في قطاع غزه نتيجة للجوع أو بحثا عن شربة ماء فهذا الأمر ليس ضمن نطاق مسئوليتنا وليس مهما لنا أن يموت اطفال غزه نتيجة لقصف الطيران الاسرائيلي فهذه اقدار لانستطيع ان نتحكم بمجرياتها ولكن المهم أن نقوم بتطعيم اطفال غزه من مرض شلل الأطفال أما مصير اطفال غزه بعد إنجاز التطعيم فهو لايقع ضمن اولوياتنا ، هذا يدل بأن هذا السلوك لم يعد سلوكا فرديا شاذا كما كانوا يروجون إنما أصبح سلوك و عقيده تتبناها دول ومنظمات،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه
