كتابات وآراء


الثلاثاء - 03 سبتمبر 2024 - الساعة 08:09 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


نتوجس كثيرا من سماع كلمة وساطه ليس بسبب ما تحمله هذه الكلمه من معان ولكن بسبب ماتقوم به هذه الكلمه من أضرار تمس كافة شرائح المجتمع وان كان مثل هذه الضرر نسبي قياسا على الأفراد ، فعلى سبيل المثال إذا أردت أن تهدم دوله فعليك أن تتلاعب فقط بالنعينات لصالح من لايستحق أن يكون في ذاك المنصب وتترك الأمور على حالها حتى تبداء علامات انهيار الدوله في الظهور تباعا ، وقد سئل يوما أحد السياسيين الروس والذي كان عميلا سريا للاستخبارات الامريكيه ابان حقبة الاتحاد السوفيتي السوال التالي ماذا فعلتم لهدم دوله عظمى مثل دولة الاتحاد السوفيتي ؟ أجاب و بدون تردد بقوله كنا نضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب وكانت فقط مسألة وقت حتى تبداء نتائج مثل هذه السياسه في الظهور ، لم يغلب السوفيت من عدو خارجي ولم توجه طلقه واحده إلى دولة الاتحاد السوفيتي إنما تصدعت دولة الاتحاد السوفيتي من الداخل في درس يجب ان يكون حاضر في عقولنا حتى نعي الأثار الضاره لمثل هكذا وساطات سواء على الأفراد على المدى القصير أو على الدول على المدى البعيد ،،
مبداء الرجل المناسب في المكان المناسب يعتبر من المبادى الرئيسيه في سياسة التعينات التي تنتهجها الدول المتقدمه والتي كانت سببا مباشرا في تطور هذه الدول وازدهارها ، على عكس مايحدث في دول مايسمى بالعالم الثالث والذي كانت دائما محل اتهام بسبب سوء الاداره بل و صنفت هذه الدول ضمن قائمة خاصه تضم ماتسمى بالدول الفاشله مع أن هذه القائمه تضم دولا تمتلك من الثروات النفطيه والغازيه و المعدنيه مايجعلها بمناى عن الفقر ، الا أن سوء الاداره قد قاد هذه الدول إلى الوقوع تحت وطأة الديون والفقر بسبب تبني سياسات اقتصاديه فاشله وبسبب الثاتير الملحوظ نتيجة التخلي عن مبداء الرجل المناسب في المكان المناسب.
هناك الكثير من الاسماء الذي تشتهر بها الوساطه وإن كان الكثير من هذه الأسماء تطلق على الوساطه من باب التهكم فقط ، فتساءلت لماذا وجدت الوساطه؟ وهل تحمل مثل هكذا وساطات اثار ضاره؟ وماحجم الضرر الذي قد تتسبب به مثل هذه الوساطات؟ جلست برفقة كوب من الشاي العدني ارغب أن يكون السبب في تعديل المزاج لاني على يقين بأن مثل هذا الموضوع الشائك سيحمل إلى راسي ارتال من الصداع المؤلم قد يخرج هذا الصداع يومي كله عن الجاهزيه ، فتناول مثل هذا الموضوع الحساس فيه نوع من المجازفه فالبعض لازال ينكر بإصرار وجود مثل هكذا وساطات إنما يعيد ذلك إلى الحسد الذي يصيب الناس من التوفيق الذي يلازم البعض بشكل الذي يجعله مرشحا استتنائيا لكافة المناصب المحليه مع توجيه توصيه خاصه الى الأمين العام للأمم المتحده انطونيو غوتيرش باخد مهارات هذه المرشح في الاعتبار عند القيام بأي تعيينات في المناصب الدوليه القادمه ، فالمناصب والتعيينات لا تبصر سوى هذا الشخص فهي نوعا ما تفتن بروعة شخصيته وجمال مظهره فالوسطاء دائما ما يقومون بعمل غاية في الروعه عند تقديم هكذا مرشح من حيث المبالغه بقدرات هذا المرشح على أحداث الفرق ولكن المهاره الحقيقيه تكمن ليس في تقديم هذا المرشح ولكن المهاره تكمن في إخفاء عيوب هذا المرشح عن الانظار،،
المناصب وان كانت هدف مشروع للجميع فهي عباره عن تكليف ، فالمناصب مهما ما ثقل وزن من يشغلها تظل عباره عن امانه تطوق عنق ذاك المسكين الذي ابتلي بوزرها ، فالمناصب ليست ذاك الجناح الذي يرفع الإنسان إلى الثريا حتى لو كان المنصب الذي يشغله يصنف بأنه منصب من العيار الثقيل بينما الإنسان يمكن أن يرتفع إلى مرتبة الثريا ليس بقيمة المنصب الذي يشغله إنما بجودة وقيمة العمل الذي يقدمه..
.القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه