كتابات وآراء


الإثنين - 02 سبتمبر 2024 - الساعة 08:49 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


ما معنى أن تكون انت القانون ؟ وكيف نكون نحن القانون ! سوال عجيب والاجابه على هذا السوال قد لا يحتاج الى نوع معين من المفردات المتخصصه بقدر ما يحتاج إلى عقل رزين يوزن مثل هذه المفردات بميزان العداله ، فميزان العداله ميزان دقيق لايعرف المجاملات ولايعترف بالاصحاب لايوزن سوى الأفعال ، فكل فعل لديه في هذا الميزان وزن معلوم يقدر على مقياس النصوص ، فالقانون عباره عن نصوص شرعيه قطعيه لا خلاف حولها ونصوص وضعيه من انتاج عقول البشر يمكن لنا كبشر أن نمطها على كيفنا ونفسر كلماتها وفقا لمزاجنا وحاجاتنا وان كانت هذه الحاجه تقف متواريه خلف مانسميه المصلحه الغامه ، قد نختلف كثيرا في تفسير كلمات النصوص ونطوع هذه النصوص وفقا لرغباتنا لنثبث بشكل عملي أننا نحن العقل الذي يفكر به القانون والروح الذي يحيا به ، فالقانون ليست عباره عن نصوص إنما هو التزام عام نرى انعكاس مثل هذا الالتزام على عامة الناس فهذا الانعكاس تراه في تعامل الناس مع بعضهم البعض وتراه في أخلاقهم وتعاملاتهم حتى تراه في ابتساماتهم وضحكاتهم ولكن في حال أن ضعفت النصوص وطمعت النفوس وتراخت جهات تطبيق وانفاد القانون عن تطبيق العداله قد نرى تجاوزات تمس هذا النص أو ذاك مثل الجرائم والبسط على ممتلكات الناس ويظهر الخوف والاضطراب حتى في التعامل بين الناس ،،
القانون مهما ماقيل عنه يبقى هو الملاذ الآمن الذي يستظل به الجميع فهو العضلات الذي يتباهى بها كل ضعيف والسيف المسلط الذي يخضع له كل الأقوياء والبلاطجه ، وهو اللسان الذي يبدع به كل مظلوم ، فالحفاظ على قوة النصوص القانونيه والالتزام بها هو واجب يقع على الدوله ويقع كذلك على الافراد من خلال الحفاظ على بقاء و قوة مؤسسات إنفاذ وتطبيق العداله لان مثل هذا الحفاظ فيه مصلحه للدوله و فيه مصلحه للأفراد ،،
النصوص القانونيه مهما ماتنازع أهل القانون في قوتها لها آثار ملموسه فهذه النصوص وان اختلفنا حول حجيتها تظل صاحبة الفضل و الكلمه العليا في الحفاظ على سلامة المجتمع وفي الحفاظ على السكينه العامه ، والالتزام بهذه النصوص حتما يعود بالخير والفائده على المجتمع بشرط أن يكون هذا الالتزام نابع من حسن نيه،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه