كتابات وآراء


الجمعة - 30 أغسطس 2024 - الساعة 07:45 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


ما معنى التحيز ؟ هل معناه الانحياز إلى شخص ما على سبيل الدعم والتأييد ؟ أو التحيز ضد شخص ما بسبب الجنس أو اللون ؟ باعتقادي ان التحيز كلمه مطاطه يمكن الاستفاده من خيراتها في الخير والشر حسب الحاجه ولكننا نفتقد إلى المعنى الحقيقي لهذه الكلمه والذي يمكن من خلاله أن نضبط استخدام هذه الكلمه ضمن إطار معلوم ومفهوم ،،
التحيز موجود كسلوك يمارس بشكل خارج عن الإدراك يكون للموروث الشعبي الكلمة العليا فيه قياسا على نوع الجنس أو لون البشره ، رغم أنني شخصيا لاارى وجود مثل هذا تحيز نسبة إلى لون البشره لاعتقادي بأن هناك معوقات راسخه في الموروث الشعبي تعيق احيانا بناء علاقات طبيعيه بين مختلف الاعراق مايؤدي إلى انكماش كل عرق في علاقاته حول نفسه كوسيله شرعيه لحماية العرق من خلال بناء الصداقات وعقد الزيجات بين أبناء ذات العرق رغبة في الحمايه من التحيز ، في الوقت الذي تكونت عوائق نفسيه وعوائق تتعلق بالموروث الشعبي تحول دون علاقات طبيعيه بين مختلف الاعراق ولكن هذا الانكماش أو البعد لايمكن باي حال اعتباره تحيز مالم يكن قد جاء نتيجة لون من ألوان الاضطهاد ،،
في بلادنا تتمتع كل الأعراق و التي تعيش على التراب الوطني بذات الحق في الوصول إلى جهات تطبيق وانفاد القانون ومن دون أي عوائق طلبا للحمايه أو دفاعا عن الحقوق وان كان وصول النساء إلى جهات تطبيق وانفاد القانون فيه نوع من الصعوبة بسبب نوع الجريمه ، فغالبية النساء لا تتقدم إبداء بشكاوى عن تعرضهن لجرائم الاغتصاب أو جرائم التحرش الجنسي خوفا من الفضيحه ، خصوصا بأن جرائم الاغتصاب تتطلب وجود طاقم نسائي متكامل ابتداء من لحظة إجراء الفحص الطبي إلى حين التحقيق حتى تشعر الضحيه بالأمان لتروي قصتها كاملة من دون اي تحفظ أو حرج، في الوقت الذي لازال هذا المجتمع بحاجه ماسه الى تبني نوع جديد من الثقافه يشجع المراءه على الابلاغ عن مثل هذه الجرائم حتى لايفلت المجرمين من المثول أمام العداله ومواجهة نتيجة وعواقب مثل هذه الأفعال ،،
التحيز كلمه واسعه تحتاج إلى سعه في الفهم وسعه في الصدر وسعه في الإدراك لنفهم بأن جميعنا بلا استتناء يعود نسبنا إلى ابونا ادم وابونا ادم خلق من تراب ،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه