الأحد - 18 أغسطس 2024 - الساعة 08:13 م
نظرت إلى المساجد وهي تئن بشده من الأحداث التي تعصف بها حيث أصبحت المساجد حكرا على جماعات بعينها والتي تعمل على أن تكون لهذه الجماعه الكلمه العليا في المساجد من خلال فرض المنهج الفقهي المتشدد الذي تتبناه مثل هذه الجماعات على أنه المنهج الصحيح بينما تعيب على باقي المناهج الفقهيه بأن عليها ريحة الأحزاب ،،
الدين الاسلامي دين عظيم يقف على أصول ثابته لاتتزعزع سواء سبطرت هذه الجماعه على هذا المسجد أو ذاك وامتلكت الحق الحصري في الصراخ من على المنبر ، فهي لاتستطيع سوى أن تبرز مواهبها في الفروع من خلال تقديم منهج فقهي خاص يمعن في التشدد في محاولة من هذه الجماعات في تسويق هذا المنهج على أنه الحق المبين،،
تعظم مثل هذه الجماعات فئة المشائخ وتنسب اسمها اليه تيمناً به وتقدم هولاء المشائخ على أنهم زمرة الحق حتى وإن لم يفطم بعضهم بعد من الرضاعه بإضافة المزيد من الألقاب إلى جانب اسمائهم في محاوله لإعطاء هيبه وقدسيه إلى تلك الأسماء ،، فتساءلت من يستحق أن يطلق عليه لقب شيخ ؟ الشيخ لغة هو كل رجل تجاوز الخمسين عام من العمر وأما شيخ العلم فقد وضع الفقهاء شروط على من يستحق أن يطلق عليه شيخ ، القليل فقط من تمكن من تجاوز مثل هذه الشروط لو أنزلنا هذه الشروط على مايقارب 95. في المئه من الذين يطلق عليهم بالمشائخ ماوجدنا من يستحق هذه المرتبه الا القليل أما الباقي فيجب إعادة شحنهم إلى مدارس الفقه لتلقي العلم من جديد ،
العلم ليس وقفا على مدرسه فقهيه واحده فقد جعل الله تبارك وتعالى الاختلاف رحمه وتعدد الآراء الفقهيه هو امتياز خاص للمسلم وحق في اختيار ما يناسبه من الاراء الفقهيه كلا حسب حالته وظرفه الخاص ، الأمر ليس بوصايه أن تأتي جماعه لتفرض عليك عنوة مناهج فقهها بغض النظر أن كان هذا الفقه متشدد أو كان هذا الفقه مفرط فإن حق اختيار الفقه الذي يناسب المسلم بيده وليس مفروضا عليه ويجب على المساجد أن تعرض المسائل الفقهيه من زوايا ومدارس فقهيه متعدده وليس من زاويه واحده فقط لأن ذلك يخالف مبداء بيان العلم على كل احواله،،
احيانا يصيبك الصداع من نحو ماتسمع في المساجد ليس تقليلا من شأن الخطباء فالغالبيه من خطباء المساجد يقولون مالا يفعلون تسمع لخطابه الجميل في المسجد لتفاجاء بعد أيام بسلوك يناقض هذا الخطاب وكان لسان حال الخطيب يقول كلام الليل يمحوه النهار ، من يريد أن يكون شيخ أو على أقل تقدير أمام مسجد يجب أن يرى الناس الاسلام في الأفعال التي يقوم بها وليس في الأقوال الذي يتفوه بها فالرسول عليه الصلاة والسلام كان كما وصفته ام المؤمنين عائشه قران يمشي بين الناس،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه