كتابات وآراء


السبت - 17 أغسطس 2024 - الساعة 06:07 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


العالم يفكر يتطور بينما نحن العرب في عالم اخر غير مكثرتين بما يحدث حولنا ولكننا نزولا عند رغبة العالم اصبحنا عباره عن فئران تجارب يتم إجراء الاختبارات المخبريه علينا لاثباث نجاعة كل النظريات التي توصلوا إليها ، ومن أشهر هذه التجارب التي طبقت قسرا علينا هي نظرية الفوضى الخلاقة أو مايعرف اصطلاحا بالتكلفه الصفريه للحرب ، وتقوم هذه النظريه على مبداء تفكيك الشعوب ويستغرق تفكيك شعب وفقا لاصحاب هذه النظريه قرابة العشرين سنه "جيل كامل" يتم تفكيك هذا الجيل بدء بالتشكيك في رموزه سواء الدينيه أو الثقافيه ومن تم تفكيك نمط الثقافه المحليه بإيصال رساله إلى الجيل المستهدف بأن هذا المؤروث الثقافي رجعي لا يمثل روح العصر ومن تم العمل على زرع مثل هذه المبادئ تدريجيا وببطء عبر المؤثرات الخاصه مثل الافلام والمسلسلات والاغاني ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تشكل نوعيه خاصه من السلوك في عقول هذا الجيل تقوم على أساس مبداء التمرد على الواقع من خلال زرع الشعارات التي تمجد الحياة الغربيه مثل الحريه والحلم الأمريكي وصناعة نمط حياة خيالي في أذهان الشباب على اعتبار أن الحياة الغربيه حياة مثاليه ينعم فيها الجميع بمقدار متساوي من الحقوق والرفاهيه وهذا الامر بذات كان وراء هجرة الملايين من الشباب من سوريا ودول عربيه اخرى بواسطة ركوب قوارب الموت في سبيل الوصول الى هذا الخيال المزروع بعنايه ، كما يعمل خبراء مثل هذه النظريات إلى العمل على تفكيك ثقافة الشعوب من خلال إيصال تلك الفكره بأن الموروث الثقافي عباره عن تخلف يجب اغلاق صفحته والتوجه إلى عالم الموضه والتقليعات التي تمثل الحداثه من خلال الرقصات والملابس الجديده على شاكلة طيحني وقصات شعر غريبه يتباهي بها الشباب وكأنها جزء من ثقافة المجتمع ، مايؤلم هو الطريقه التي يسيطرون فيها على عقول الشباب ويوجهونها نحو الأهداف المرسومه بدقه ولو يعود بنا الزمن إلى الوراء قليلا لرأينا ذاك الشعار الغريب الذي ردده المتظاهرون مايسمى بالربيع العربي "الشعب يريد تغيير النظام" فتغير النظام يعقبه في العاده فوضى وهذا كان الهدف الخفي الذي أراد مبتكروا مثل هذه النظريه تحقيقه السوال هنا هل تعلمنا الدرس؟ لأن مايحدث يدل على أن هذه النظريه لازال يتم تطبيقها في الوطن العربي بنجاح ومااحداث السودان عنكم ببعيد ،
تساءلت عن كيفية مكافحة مثل هذه النظريه؟ أن مكافحة مثل هذه النظريه يبداء من داخل الاسره بمراقبة سلوك وحركات الشباب من خلال ضبط إعادة المصنع ولو باستخدام الأساليب القديمه المجربه كما أن ائمة المسجد يجب عليهم أن يطوروا من الخطاب الديني بشكل الذي يلفت انتباه الشباب ويجذبهم نحوا المساجد كما يجب مكافحة الأفكار الغربيه في المدارس من خلال بيان زيف هذه الأفكار بالحجه وضررها على المجتمع في الوقت التي يجب على الدوله الا تقعد كالاطرش في الزفه إذ يجب على الدوله أن تقوم بمراقبة شبكات التواصل الاجتماعي مراقبه شديده وحدف كل محتوى يلحق الضرر بالشباب مع مكافحة قصات الشعر وغيرها من تقليعات الملابس عبر إتلافها فورا وفي الشارع كما فعلت ذلك جمهورية اليمن الديمقراطيه في سبعينيات القرن الماضي ونجحت في ذلك مع إعادة فرض التجنيد الإلزامي على الشباب حماية للشباب من الفراغ ،،
الكلام سهل فهو لايكلف أموال ولكن تجاهل النصائح قد يكلف زوال دول ،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سعيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه