كتابات وآراء


الثلاثاء - 13 أغسطس 2024 - الساعة 08:11 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


احيانا يكون سوء الظن بمثابة داء يصيب بعض العقول و يفقدها تركيزها من خلال الوسواس ويصبح هذا العقل عباره عن جهاز تحليل خربان مضروب نوعا ما يحلل كل فعل أو ردة فعل على أنه عمل عدائي ، لماذا اتحدث عن ذلك لأن وراء ذلك قصة رويت لي وقعت أحداثها في أحد أحياء محافظة عدن بعد أن استنفر الناس صوب امراءه تسكن في أحد المنازل في أحد الحارات المستوره متوجسين من خروج هذه المراه وبشكل متكرر و خفي بعد الساعه التانية عشره ليلا ، الكل ساهم في إعداد قصص من وحي الخيال بطلها سوء الظن بعد إضافة بعض التفاصيل المزعجه والمقبلات لإعطاء مثل هذه القصص بعضا من الاثاره والمصداقيه ،وبعد الجلوس و التشاور بين كبار الحاره برفقة اللجان الشعبيه قرر الجميع مراقبة هذه المراه وباشروا فعلا في نصب نقاط مراقبه خفيه على خط سيرها الافتراضي ، وبعد تتبع ومراقبه شديده على طريقة العميل 007 تبين بأن المراءه موضوع المراقبه كانت تخرج ليلا خفية إلى مكبات الزباله تغوص في مكوناتها بحثا عما يسد جوع اولادها، هول المفاجاه اخرست الجميع وتطايرت الروايات والقصص المشبوهه التي نسبت إلى هذه المراءه ادراج الرياح ليقف الجميع بصمت أمام واقع يدمع له العين،،
لست هنا لمحاسبة الناس على سوء الظن فمثل هذا الحساب قد جعل الله له يوما معلوما في الاخره ولكن بقدر ما يؤلم ماوصل إليه بعض الأسر من ضيق الحال في ظل سيطرة المنظمات على المساعدات الغدائيه والتي وجهت بسخاء نحوا الأرياف تاركين المدن تئن من وطأة الغلاء والحاجه ، ولكن لا أتوجه باللوم إلى هذه المنظمات بقدر ما اتوجهه باللوم نحو جيران هذه المراءه ، فكان بامكان نساء الحي القيام بزيارة تلك المراه والاطلاع عن كتب على حالها ، مع العزم على القيام ببعض المبادرات التطوعيه مثل مساهمة ثلاتين عائله من جيران تلك المراه بدفع مبلغ رمزي وهو الف ريال عن كل عائله ليصبح المبلغ الإجمالي ثلاتون الف ريال يقدم شهريا بشكل الذي يحفظ لهذه المراء ماء وجهها في تجاره مفتوحه مع الله تلقى هذه الأسر ريع مادفعت في الاخره هذا مجرد اقتراح والباب دائما مفتوح لمثل هذه المبادرات اتمنى خصوصا من التجار التفكير بهذا الأمر ليس لأجل هذه المراه ولكن لكل الحالات التي تحاكي حالتها، مااوجعني في هذه القصه أن الجميع تعاون بما فيهم اللجان الشعبيه رغبة في الإمساك بها بالجرم المشهود في الوقت الذي لم يظهروا ذلك الروح و الهمه رغم مشاهدتهم لحالها في مد يد العون لها،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه