كتابات وآراء


الأحد - 30 يونيو 2024 - الساعة 08:24 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


تساءلت لماذا الناس يعشقون الخلاف؟ وخصوصا في الامور التي تتعلق بالدين وان كانت جميع المذاهب تقريبا تتفق حول عقيدة أن الله وحده لا شريك له وتتفق كذلك على الاصول المتينه في العقيده وهي في : الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، .فتساءلت لماذا ينقسم المسلمين إلى فرق وجماعات ؟ مع أن الله تبارك وتعالى بعث لنا برسول يحمل شريعه واحده وتركنا ونحن جماعة واحده ، فمتى حصل هذا الانقسام وماهي بذرته؟ المسلمين عبر التاريخ عاشوا كجماعه واحده وإن اختلفوا فإن هذا الخلاف اقتصر على الأمور الفقهيه فقط وظهر إلى الوجود مشائخ هم أصحاب المذاهب الاربعه رحمهم الله والذين اجتهدوا في ثوريت هذا الفقه بكل روعته إلى طلبة العلم رغم ان أصحاب المذاهب الاربعه رحمهم الله لهم مكانة ومعزه خاصه في قلوب المسلمين لقد تعلمنا من فقه أصحاب المذاهب الاربعه رحمهم الله الكثير حتى وإن اختلف أصحاب المذاهب الاربعه رحمهم الله كثيرا اتناء حياتهم فقد كانت لخلافاتهم نكهة تضاهي طعم العسل من خلال ما قدموه لنا من فقه رائع والذي بفضل الله تبارك وتعالى وضحت لنا الرؤيه في الكثير من المسائل الشرعيه فأصبح الان لدينا فسحة و سعه في الاختيار في الجانب الفقهي الذي يناسب حالنا وقدراتنا الصحيه واصبحنا ندين لهولاء المشائخ هذه الفسحه وهذه السعه في الدين الذي تمكننا من القيام بكل العبادات بشكل الذي يرضي ربنا .
الخلاف في زمان المشائخ الاربعه انحصر في الجانب الفقهي فقط تم تطور هذا الخلاف إلى الشكل الذي نعيش احداثه اليوم ، فقد ظهرت الى الوجود جماعات واصبح التبديع والتفسيق بضاعه تتقادف بها الجماعات كل جماعه ترمي بهذه البضاعه على الجماعه الاخرى واصبح عامة المسلمين في حيره فكل جماعه تكاد أن تجزم بأنها الجماعه الوحيده الثابته على الحق بعكس الجماعات الأخرى مع أن جميع الجماعات تقراء ذات كتاب الله و تقراء ذات الأحاديث الذي جاء بها رسول الله عليه الصلاة والسلام .
كل من هذه الجماعات تمتلك شيخ تتشرف باسمه وينفرد هذا الشيخ بحصانه خاصه فمكانة هذا الشيخ عند الجماعه مميزه وغير قابله للنقاش يجب في كل المسائل اظهار الطاعه العمياء له والاستماع بشغف إلى مواعظه ، وهذا الشيخ هو من يقوم بتلقين هذه الجماعه المنهج الذي يراه هو صحيحا وفقا لوجهة نظره و لايحق لأي كان من طلابه الاعتراض على هذا المنهج ومن كان لديه اي اعتراض فعليه مغادرة هذه الجماعه أو في أسواء الحالات أن يكتم مثل هذا الاعتراض في القلب الى يوم الدين،
الرسول عليه الصلاة والسلام قد حذر المسلمين من ظهور مثل هذه الجماعات فقد قام عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه عبدالله بن مسعود بخط خط بيده تم قال هذا سبيل الله مستقيما وخط خطوطا عن يمينه وعن شماله تم قال عليه الصلاة والسلام هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعوا إليه تم قراء ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [الأنعام: ١٥٣] كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه ابو داوود والترمذي وابن ماجه والحاكم افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقه وافترقت النصارى إلى اتنين وسبعين فرقه و ستفترق هذه الامه الى ثلاته وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحده قيل من هي يارسول الله قال من كان على مثل ماانا عليه واصحابي ، من خلال هذه الأحاديث نعرف خطر مثل هذه الجماعات وخطر مايتشنجون له من أفكار لذلك فإن الاحتماء بكتاب الله تبارك وتعالى وسنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام هي الحصن الذي يحمي عامة المسلمين من الوقوع في مصيدة مثل هذه الجماعات.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه