محافظات

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 05:02 م بتوقيت اليمن ،،،

شهدت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، يوم الخميس الماضي، توافد مئات الآلاف من أبناء حضرموت من مختلف المديريات، في مليونية حاشدة حملت شعار “حضرموت أولًا”، إحياءً للذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في 24 أبريل 2016، وتأكيدًا على دعمهم الكامل لقوات النخبة الحضرمية.



"حضرموت لن تفرط في تضحيات رجالها"

وألقى نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، كلمة خلال الفعالية نقل فيها تحيات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي لأبناء حضرموت، مؤكدًا أن هذا العام سيكون عامًا حاسمًا بعد مرور عقد كامل من النضال، ولن يتم التهاون في الحفاظ على مكتسبات النخبة الحضرمية، مؤكداً أن حضرموت تواجه اليوم تحديات جديدة ومتغيرات دولية، تقف خلفها جهات تحاول إعادة الفوضى إلى المحافظة بعد أن نعمت بالأمن عقب تحرير ساحلها من الإرهاب في العام 2016.

وتقدم اللواء بن بريك، بجزيل الشكر والامتنان لدول التحالف العربي، ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمهم المستمر لقوات النخبة الحضرمية، كما حيّا أسر الشهداء والجرحى الذين قدموا تضحيات جسام لأجل حضرموت واستقرارها.

ووجه اللواء بن بريك ثلاث رسائل، كانت الأولى منها موجهة إلى التحالف العربي، أشار فيها إلى أن حضرموت، رغم ما تملكه من ثروات، ما تزال تعاني من تردي في مستوى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، داعيًا إلى تعزيز الدعم لتحسين الوضع المعيشي والخدمي في المحافظة، وفقًا لما يتيحه البند السابع. وفي رسالته الثانية لمجلس القيادة الرئاسي، أوضح أن مضي أكثر من عامين دون تحقيق نتائج ملموسة يتطلب إعادة تقييم الأداء، مؤكدًا أهمية تمكين شخصيات فاعلة وقادرة على الاستجابة لتطلعات المواطنين، أما رسالته الثالثة، فكانت للجهات التي تسعى لإعادة الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش إلى حضرموت، حيث قال: "حرام عليكم حضرموت، لن نسمح بتحويلها مجددًا إلى ساحة للإرهاب والدمار".

وأشاد اللواء بن بريك بدور قوات النخبة التي ستواصل انتشارها في وادي وصحراء حضرموت، مؤكدًا على أن حضرموت لن تفرط في تضحيات رجالها، وأنها مؤهلة اليوم لتكون نواة الدولة الجنوبية القادمة، بما تمتلكه من كفاءات وعقول تصدّرها للعالم.

وفي ختام كلمته، دعا اللواء بن بريك كافة شيوخ القبائل، وفي مقدمتهم الشيخ عمرو بن حبريش، وجميع مكونات وشرائح المجتمع الحضرمي، إلى التكاتف وتوحيد الصف خلف مشروع حضرموت، حفاظًا على كرامتها وحقوقها ومستقبل أبنائها.

"النخبة الحضرمية خط أحمر "

وأكد رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، أنه ومن ملحمة تحرير ساحل حضرموت ولدت قوات النخبة الحضرمية، المنجز العسكري والأمني الأهم في تاريخ حضرموت المعاصر، بعقيدتها القتالية النابعة من أصالتها الحضرمية وقد تحققت على أيديها الكثير من الانجازات الأمنية، وباتت مناطق ساحل حضرموت مؤمنة تماما بفضل انتشارها عليها.

وأعرب العميد المحمدي عن رفضه لكل القوى التي تعمل تقزيم دور النخبة الحضرمية والساعية إلى تجاوزها بتشكيلات عسكرية جديدة، تعمل على زرع بذور الفتنة والصراعات، ويلغم الحياة السياسية والاجتماعية، وأن حضرموت أكبر من أن تختزل في شخص أو تحتكر تمثيلها قبيلة.

وأشار المحمدي إلى إن مشروع المجلس الانتقالي، إقامة دولة فيدرالية، وهو مايمنح المحافظات الصلاحيات الكاملة لإدارة شؤونها، وإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من مناطق الوادي واستبدالها بقوات النخبة، محذرًا المتربصين بحضرموت ونخبتها، وبعض المكونات والأحزاب من التمادي والفجور في الخلافات الشخصية والتباينات في وجهات النظر، لإن المستفيد الوحيد من تصعيد الخلاف بين الحضارم هم الناهبون لثروات حضرموت.

"تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤون المحافظة"


وفي كلمة المرأة، أعربت الأستاذة أوسان باحسين، عن اعتزاز المرأة بقوات النخبة الحضرمية، منوهةً بدور المرأة الحضرمية في صناعة النصر والتحرير لما لها من تاريخ حافل بالنضال، وأدوار البطولية بداية من كونها أم البطل وزوجة الشهيد، وكانت مثال للمرأة المثابرة، رافعةً التحيا لقوات النخبة الحضرمية، لدورها في تثبت الامن والأمان وفرض الاستقرار وجعل من ساحل حضرموت نموذجا يحتذى به.

وأكدت الفعالية أهمية تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم الأمنية والعسكرية بعيدًا عن أي تدخلات خارجية، مشددين على أن حضرموت يجب أن تكون أولوية في أي ترتيبات سياسية قادمة، بما يضمن حقوق أبنائها ويحترم خصوصيتها التاريخية والجغرافية.

وشهدت الفعالية التي احتضنتها ساحة الحرية في قلب المكلا، والتي ابتدأت بالنشيد الوطني الجنوبي، ووصلت شعرية وتكريم لعدد من جرحى التحرير، حيث رفع الحشود أعلام دولة الجنوب، ورددوا الهتافات المؤيدة لقوات النخبة الحضرمية، باعتبارها القوة الأمنية التي حققت إنجازات ملموسة في حفظ الأمن والاستقرار منذ تحرير الساحل، بإلإضافة إلى وصلات شعرية، حيث اختتمت المليونية بقراءة رئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ عبدالله باويز للبيان الختامي.



"حضرموت هي الجنوب"

وحضرموت، بأهميتها وثقلها التاريخي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وبما تمتلكه من نسيج اجتماعي موحَّد، مدني ومتحضّر، ومهني، متعلم ومتخصص، إلى جانب تفردها بامتلاك مخزون نوعي هائل من الكفاءات والقدرات والمهارات والقيادات في مختلف مجالات الحياة دون استثناء، أثبتت على مر الزمن نجاحاتها الكبيرة في الإعمار والتنمية داخل وطننا الجنوب وخارجه. فحيثما حلّ الحضرمي أو استوطن أو عمل، تتحرك عجلة التنمية والنهوض.

وستظل حضرموت موضع ثقة ورهان كل أبناء الجنوب، كرافعة جبارة للتحرر والنهوض واستقرار الدولة الجنوبية في الحاضر، وقاطرة لقيادة تروس التنمية نحو المستقبل المنشود.
حضرموت، في الفكر السياسي الجنوبي، هي الجنوب، والجنوب هو حضرموت.

وعلى النقيض من ذلك، تنظر إليها قوى الاحتلال وأعداء شعب الجنوب كأرض وثروات مشاع للفيد والنهب والسلب، يتطلعون إلى استمرار الهيمنة والسيطرة على ثرواتها، وحرمان أبنائها من خيرات وطنهم، والحيلولة دون توحد صوتهم المطالب بحقوقهم.

وينبع اهتمام الأعداء بالسيطرة على حضرموت من وعيهم بأهميتها بالنسبة للجنوب، وأهمية الجنوب بالنسبة لحضرموت في انتزاع حقوقها وثرواتها، ويدركون جيداً أنه لا مستقبل للمشروع الجنوبي والدولة الجنوبية من دون حضرموت. ولهذا حشدوا كل إمكانياتهم ووسائل حربهم، وحبكوا المؤامرات والدسائس لتحقيق جملة من الأهداف المعلنة والواضحة لكل أبناء الجنوب.



"رسائل مليونية "حضرموت أولًا "


مع حلول ذكرى تحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي، ذلك الانتصار الملحمي الذي حققته قوات النخبة الحضرمية، تجدّد محافظة حضرموت التأكيد على مصيرها بكونها جزء لا يتجزأ من أرض الجنوب العربي.
نجاح حضرموت في دحر قوى الشر والإرهاب تأكيد راسخ على أن هويتها ستظل جنوبية، وأنها ستكون في لُب دولة الجنوب وقلبه النابض في إطار مساره التحرري.
تأكيد حضرموت على تمسكها بهويتها كما هو الحال في فعالية 24 أبريل، يدحر ويقوِّض المخططات المشبوهة التي تثيرها قوى الاحتلال، التي عمدت للعمل على محاولة إيجاد مكونات مشبوهة ادعت أنها تتحدث باسم حضرموت لكنها مجرد أبواق شيطانية وأذرع مشبوهة ومعادية.
الخروج الجنوبي المهيب في ذكرى تحرير حضرموت يبعث برسالة جنوبية واضحة، مفادها أن الأكاذيب والشائعات التي أثارتها القوى المعادية التي زعمت الترويج لانقسام أبناء و أهالي المحافظة ما هي إلا افتراءات ومزاعم نُسِجت في عقول صانعيها ومروجيها.
احتشاد الجنوبيين تأكيد واضح على أن الشعب الجنوبي يصطف وراء قيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، في مشهد ملحمي يتضمن التأكيد على أن الجنوب لن يتراجع عن مساره التحرري.
مليونية حضرموت أولًا تأكيد جديد على مسار النضال الجنوبي، وأن الفترة المقبلة ستتضمن مزيدًا من الضغوط التي سيمارسها الجنوب بما يضمن تحقيق تطلعات شعبه.
المجلس الانتقالي بدوره ملتزم بالتعبير عن تطلعات شعبه، وسيظل متحصنًا بحاضنة شعبية قوية ومؤثرة يُنظر إليه بأنه الحصن الأول والأكبر في إطار حماية حضرموت من المؤامرات المشبوهة المثارة ضدها.

المصدر:صوت المقاومة الجنوبية