كتابات وآراء


الأربعاء - 16 أبريل 2025 - الساعة 01:09 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


تساءلت مرارا وتكرارا ما معنى روح القانون؟ وكيف يمكننا تصنيف مثل هكذا روح؟ هل ممكن احتساب مثل هذه الروح من ضمن الأرواح الخيره أو هل علينا أن نتعوذ من هذه الروح باعتبارها من الأرواح الشريره مثل هذه الاسئله ضجت بشده مضجعي واخدت مني بعضا من سكينتي لتجعلني نوعا ما أصاب بالقلق ادور في دائره مفرغه احاول بحكمه ايجاد اجابه مقنعه لمثل هذا السوال هل يمتلك القانون روح ؟ لأن الكثير من رجال القانون أصبح يعتقد بوجود هكذا روح واصبحت مثل هذه الروح تسيطر نوعا ما على أفكارهم ، بل إن بعض الفقهاء في علوم القانون قد جعل لمثل هذه الروح فصولا وأبوابا في الكتب المؤلفة من قبلهم وذهب البعض بأن هذه الروح هي حقيقه يجب أن نتعامل بحكمه مع وجودها ، فانكار وجود مثل هذه الروح بحسب اعتقادهم هو دليل واضح على الجهل الحقيقي بعلوم القانون
الاصل أن القانون هو عباره عن نصوص جامده لا تتحرك وتتجرد من اي مشاعر لاتعرف اي نوع من أنواع الرحمه ، يمكن نوعا ما التلاعب بها من خلال براعة وخبرة بعض المحامين من خلال تفسير النصوص و اعطاء هذه النصوص لسان تنطق بما لم تقوله ، ولكن النصوص تمتلك ترجمان خاص يستطيع أن يقوم بترجمه حرفيه بكل مالم يستطع القانون أن يتكلم به ، وهو اللائحه التنظيمية للقانون وفوق هذا وذاك لم تسلم هذه اللائحه من عبث المفسرين رغم أن اللغه العربيه هي لغه غاية في الفصاحه ولاتحتاج إلى ترجمان لتحليل مفرداتها ولكن نحن نعيش في زمن كثر فيه المشتغلون في التفسير وضعف فيه التفسير ،. لكن دعونا نعود إلى سؤالنا الاصلي هل يمتلك القانون روح يعيش به ؟ فاجيب جازما بأن النصوص لا تمتلك روح ، ولكن القاضي هو من يعطي لهذه النصوص شيئا من مشاعره ونحوا من حصافته فينبص هذا النص بنحوا من نبضات قلبه وياخد هذا النص بنحو من فكره وتقديره .
فالقاضي هو من يعيش وسط هذه النصوص فتبصر هذه النصوص بعين القاضي وتسمع هذه النصوص بسمع القاضي وتفكر هذه النصوص بعقل القاضي وتشعر هذه النصوص بمشاعر القاضي لياتي المنطوق ليعبر بلغة النصوص عن قناعة وحكمة القاضي.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد