اخبار وتقارير

الجمعة - 25 أبريل 2025 - الساعة 08:11 م بتوقيت اليمن ،،،


الرؤية الجنوبية/ متابعات

أكد رئيس الهيئة السياسية، رئيس وحدة المفاوضات في المجلس الانتقالي بجنوب اليمن د. ناصر الخبجي دعم الانتقالي لأية جهود إقليمية أو دولية تهدف إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام، بما في ذلك محادثات السلام بين السعودية وجماعة الحوثي، المعروفة بخريطة الطريق، لافتا إلى أن هذا الموقف ينطلق من الحرص على إيجاد حل شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة في اليمن، وفي مقدمتها قضية الجنوب.


على مقربة من عدن، العاصمة الموقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تشهد السواحل اليمنية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن وصولاً إلى مضيق باب المندب، تطورات عسكرية وأمنية متسارعة. وتتمثل هذه التطورات في تصعيد جماعة الحوثي لعملياتها ضد الملاحة البحرية، بالتوازي مع ضربات جوية أميركية تستهدف مواقع في عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة.


في حوار مع "اندبندنت عربية"، علّق رئيس الهيئة السياسية وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس وحدة المفاوضات الدكتور ناصر الخبجي على التطورات المتسارعة التي تشهدها اليمن قائلاً "ما يحدث يضع الجنوب والمنطقة برمتها أمام تحديات خطرة، تتطلب تعاملاً مسؤولاً من جميع الأطراف المعنية. ونحن في المجلس الانتقالي نؤيد كل الجهود الدولية الرامية إلى ردع التهديدات الإرهابية التي تستهدف الأمن الإقليمي والدولي، ونشدد في الوقت ذاته على أهمية أن يكون لأبناء الجنوب دور فاعل في صيانة أمنهم وحماية مصالحهم الحيوية ضمن أية ترتيبات مستقبلية".

وأضاف أن "هذه الأحداث تعكس هشاشة الوضع وعمق التهديد الذي تشكله هذه الجماعة للأمن الإقليمي والدولي، مما يستدعي أن تكون أية تسوية مقبلة واقعية وملزمة، تضع حداً فعلياً لنفوذ الميليشيات المسلحة، وتحترم إرادة الأطراف الوطنية الفاعلة، وفي مقدمتها شعب الجنوب وقواه السياسية".

وشدد الخبجي على أن "الحل الجذري للأزمة يكمن في معالجة الأسباب السياسية للصراع"، ومن بينها تمكين الجنوبيين من تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الدائم في المنطقة.


مع خريطة الطريق

في ما يخص الحرب اليمنية التي تدخل عامها الـ10 وآفاق إحلال السلام، يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي دعمه لأية جهود إقليمية أو دولية تهدف إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سلمية، بما في ذلك المحادثات الجارية بين السعودية وميليشيات الحوثي، والمعروفة بـ"خريطة الطريق". 

ويشدد رئيس وحدة المفاوضات على أن هذا الموقف "ينطلق من حرصنا على إنهاء معاناة شعبنا وفتح آفاق لحل شامل ومستدام يعالج جذور الأزمة اليمنية، وفي مقدمتها قضية الجنوب".

ويضيف الخبجي أن "خريطة الطريق" تتضمن خطوات تدريجية تشمل وقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية شاملة، إلى جانب معالجات اقتصادية وإنسانية عاجلة، لكنه يوضح أن نجاح أية خريطة للسلام "يظل مرهوناً بحضور القضية الجنوبية كقضية محورية على طاولة المفاوضات.


بين النجاح والفشل

وتحل في مايو (أيار) المقبل الذكرى الثامنة لتأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في عدن وعدد من بلدات الجنوب، وكان الخبجي من بين مؤسسيه، فيصف تلك اللحظة بأنها "محطة مفصلية في مسار النضال السلمي والسياسي من أجل استعادة الدولة الجنوبية، الدولة التي اتحدت مع شمال اليمن عام 1990".

وعند سؤاله عن حصيلة هذه السنوات، ما الذي حققه المجلس؟ وأين أخفق؟ أجاب الخبجي أن "المجلس حقق خلال الأعوام الماضية عدداً من الإنجازات، من أبرزها تعزيز الحضور السياسي الجنوبي على المستويين الإقليمي والدولي، وترسيخ القضية الجنوبية كملف رئيس على طاولة الحوار، إضافة إلى تأسيس بنية مؤسسية تشمل الجانب السياسي والعسكري والأمني".

ويتابع "شاركنا بفاعلية في اتفاق الرياض ومفاوضات الحل الشامل، بصفة المجلس ممثلاً رئيساً لقضية الجنوب، كما أسهمنا في حفظ الأمن والاستقرار في عدن وبعض المحافظات الجنوبية، وواجهنا محاولات قوى الإرهاب والتطرف لزعزعة الأمن، واستعدنا القرار الجنوبي من الهيمنة المركزية".



وفي معرض إجابته عن الشق الآخر من السؤال، أقرّ الخبجي بوجود جوانب شابها القصور خلال مسيرة المجلس، سواء في وتيرة بناء المؤسسات، أو في أداء بعض الأجهزة تجاه هموم المواطنين اليومية، ولا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة التي أثقلت كاهل السكان.

وأوضح أن هذه الإشكاليات باتت اليوم في صلب عملية المراجعة والتقييم الداخلي، مشيراً إلى أن المجلس شرع فعلياً في خطوات تصحيحية تهدف إلى معالجة مكامن الخلل، عبر إعادة هيكلة شاملة وتفعيل آليات الرقابة والمحاسبة وتوسيع نطاق الشراكة الوطنية مع مختلف القوى والمكونات الجنوبية.

خيارات مرحلية مشروطة

خيارات مرحلية مشروطة

ويؤكد رئيس وحدة المفاوضات في المجلس الانتقالي الجنوبي أن موقف المجلس "ثابت وواضح"، ويتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل الـ21 من مايو (أيار) عام 1990.

لكنه يكشف في المقابل عن انفتاح المجلس على "خيارات مرحلية أو ترتيبات انتقالية لا تمس جوهر هذا الهدف"، مشدداً على أن تلك الخيارات يجب أن تلبي تطلعات شعب الجنوب في الشراكة والندية، وتسهم في استقرار المنطقة وتحقيق سلام عادل ودائم.

ويضيف أن "انفتاحنا يأتي من موقع قوة ومسؤولية وطنية، ومن إدراك عميق لتعقيدات المرحلة الراهنة، من دون أن يعني ذلك أي تفريط أو تنازل عن الحقوق الوطنية المشروعة لشعب الجنوب".


تحديات المرحلة

ويتناول الخبجي أبرز التحديات التي تواجه المجلس في المرحلة الراهنة، وعلى رأسها استمرار التهديدات الأمنية والإرهابية، ومحاولات بعض القوى زعزعة الاستقرار في المحافظات الجنوبية.

كما يشير إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يرزح تحتها المواطنون، نتيجة تداعيات الحرب وتدهور مؤسسات الدولة والخدمات الأساسية، فضلاً عن محاولات إقصاء الجنوب من مسار العملية السياسية وفرض رؤى لا تعبّر عن تطلعات شعبه في استعادة دولته وهويته.


تطوير للتحديات

ويعِدّ المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من الإجراءات لمواجهة التحديات، تشمل تعزيز دور المؤسستين الأمنية والعسكرية ضمن الشراكة مع التحالف العربي وإطلاق إصلاحات لتحسين أداء المؤسسات الخدمية وتخفيف الأعباء المعيشية، مع التمسك بالمسار السياسي التفاوضي لضمان حق الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته.