اخبار وتقارير

السبت - 12 أبريل 2025 - الساعة 08:39 م بتوقيت اليمن ،،،

الرؤية الجنوبية/ متابعات

تشهد مدينة صنعاء منذ أيام موجة من الاغتيالات الغامضة التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية بارزة داخل عصابة الحوثي، في ظل مؤشرات واضحة على تصاعد الصراع الداخلي بين أجنحة العصابة.

ووفق مصادر مطلعة، تستغل قيادات صعدة الغارات الأمريكية الأخيرة كذريعة لتصفية خصومها وإحكام قبضتها على مفاصل السلطة.

أحدث تلك العمليات تمثلت في اغتيال القيادي الأمني الحوثي عبدالملك عبدالباري السقاف، المكنى بـ"أبي مطهر"، أحد أفراد الطاقم الأمني الخاص برئيس ما يُسمى بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، حيث قُتل داخل معسكر يتبع وحدة الصواريخ في ظروف غامضة وسط تعتيم إعلامي مشدد.

كما شهدت العاصمة المختطفة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية اغتيال العميد يحيى المؤيدي، المستشار السابق لمحافظة صنعاء، حيث وُجد مذبوحًا داخل سيارته بحي الجراف معقل العصابة داخل العاصمة المختطفة صنعاء بالإضافة إلى مقتل فتاتين من عناصر "الزينبيات" بحي حدة جنوب صنعاء باستخدام مسدس كاتم للصوت.

وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان سلسلة من التصفيات التي شهدتها السنوات الأخيرة، من أبرزها اغتيال القيادي الأبرز يحيى الشامي ونجله زكريا الشامي في ظروف غامضة، وهما من كبار القادة العسكريين والسياسيين المحسوبين على الجناح المنافس داخل عصابة الحوثي.

وكانت العصابة قد أعلنت وفاة القيادي البارز يحيى الشامي ونجله زكريا الشامي بسبب فيروس كورونا، رغم أنها ظلت تنفي مرارًا وجود الفيروس أو انتشاره في مناطق سيطرتها، وهو ما أثار حينها شكوكًا واسعة حول ظروف وفاتهما، واعتبره مراقبون جزءًا من سلسلة التصفيات الداخلية التي تتم تحت ذرائع مختلفة لإقصاء الخصوم وتعزيز نفوذ جناح صعدة.

وشملت التصفيات السابقة أيضًا حسن زيد وزير الشباب في حكومة الحوثي، وعبدالكريم الخيواني عضو المكتب السياسي، وإبراهيم الشامي القيادي الأمني البارز، إلى جانب أسماء أخرى سياسية وعسكرية تمت تصفيتها سراً.

مصادر محلية وأمنية تؤكد أن جناح صعدة يستغل التصعيد الأمريكي الأخير ميدانياً وغطاء الغارات الجوية، كفرصة للإطاحة بشخصيات عسكرية وأمنية مؤثرة داخل العصابة، لا سيما أولئك المتهمين بالارتباط بالأجنحة المنافسة أو المتورطين سابقًا في محاولات انقلابية.

ويرى مراقبون أن هذه التصفيات المتسارعة تكشف عن حجم الصراع المكتوم بين قيادات الحوثي، وتعكس حالة الانهيار الأمني الداخلي، خاصة مع تصاعد العمليات الأمريكية التي أربكت صفوف العصابة وأتاحت لجناح صعدة فرض هيمنة منفردة على القرار السياسي والعسكري.
المصدر/4مايو