اخبار وتقارير

الخميس - 10 أبريل 2025 - الساعة 10:22 م بتوقيت اليمن ،،،

الرؤية الجنوبية/ متابعات

لم تعد معركة حضرموت اليوم مجرد صراع نفوذ عابر أو خلاف سياسي يمكن احتوائه بحلول وسطية، بل تحولت إلى معركة فرز شامل ونهائي بين مشروعين ,مشروع تحرير حضرموت وتمكين أهلها من قرارهم، ومشروع الهيمنة والوصاية والإحتلال من قبل القوى اليمنية التي تحاول إعادة إنتاج أدواتها بأسماء وعناوين جديدة عبر متنفذين داخل حضرموت , وذلك ما افرزته الأزمات والأحداث الأخيرة التي يقودها عمرو بن حبريش وصراعه مع السلطة المحلية والمجلس الإنتقالي بحجة مطالب أبناء حضرموت المشروعة التي يتغنى بها لأكثر من عشرة أشهر
ولكن بات الأمر جلياً خلف تلك الأزمة التي لم تعد أزمة مطالب بل تجاوزتها للمطالبة بحكم ذاتي لحضرموت وعدم التبعية بحسب بن حبريش الا أن الخيوط بدأت تتكشف من وراء ذلك وهو زعزعت الأمن والسلم الاجتماعي وإدخال محافظة حضرموت في فوضى لا يحمد عقباها وخدمة لأجندات أخرى تعادي حضرموت ودول الجوار.

" تحصين حضرموت مطلب شعبي "


بعد الحشود الهادرة والعديدة بمليونيات بالمكلا وسيئون أصبح جلياً أن لا أحد يملك الحق في اتخاذ قرار بشأن حضرموت دون إرادتها القوية ، فكانت جهود المجلس الانتقالي الجنوبي ملموسة , فالمجلس حاضر على الأرض ولا تستطيع أي قوة أن تفرض إرادتها على هذه المحافظة العزيزة فحضرموت قد أعلنت كلمتها فحضرموت جنوبية الهوى والجنوب هو حضرموت , وهي قادرة على تكرار هذه المشاهد، بل وأكثر، إذا استمرت التحديات
فهناك عزم وإرادة وأن اردتم لتثبت حضرموت أنها قوة لا يستهان بها فصوتها يجب أن يُسمع بوضوح، حتى لمن يعاني من صمم ولا يجيد الاستماع ، حضرموت قادرة على جعل الأعمى يرى، والأصم يسمع إذ أن إرادتها هي السلاح الأقوى في وجه التحديات.

حيث أن الواقع الجديد الذي يفرضه وعي الحضارم، وإرادتهم الحرة، وتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي ووطني لمطالبهم، لم يعد يسمح بأي مشاريع مشبوهة تستهدف تدوير منظومة الاحتلال أو إعادة إنتاج أدوات الهيمنة تحت يافطات قبلية أو مناطقية أو حتى خدمية.


أن ما تشهده محافظة حضرموت اليوم من تحركات سياسية وقبلية وإعلامية متسارعة يكشف بوضوح حجم الهلع والارتباك الذي أصاب قوى النفوذ العسكري والسياسي المسيطرة على وادي حضرموت، بعد أن باتت تدرك جيداً أن لحظة الحسم باتت أقرب من أي وقت مضى، وأن مشاريعها التي قامت على صناعة الانقسامات وإدامة التبعية والوصاية تقترب سريعاً من نهايتها المحتومة.

" جهود أمنية ومجتمعية "
كثفت الأجهزة الأمنية والمكونات الشعبية من استعداداتها ورفعت من جاهزيتها في عموم مديريات ساحل حضرموت ضمن الإجراءات الاستباقية لحماية الاستقرار في وجه التحركات المشبوهة التي تهدد أمن واستقرار المحافظة والمساس بأمن المواطنين , كما رفعت المقاومة الجنوبية من جاهزيتها لحماية المواطنين وممتلكاتهم من أي اعتداءات محتملة مشددة على أهمية التنسيق بين قوات النخبة الحضرمية وأمن وشرطة الساحل لضمان الأمن والإستقرار
وكانت الأجهزة الأمنية قد كثفت حملاتها لملاحقة عدد من المطلوبين خصوصاً بعد القا القبض على أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية العميد محمد عمر اليميني والتي أفضت التحقيقات إلى شبكة كبيرة ومعقدة وبالغة الحساسية لنقل أسلحة وأموال لاستهداف حضرموت عسكريا وسياسيا ومجتمعيا وجرها إلى العنف والفتن داخلياً وذلك لأجل زرع الاقتتال والانقسامات لأجل يستنى لقوى الاحتلال اليمني وأدواتها في العبث في مقدرات حضرموت التي هي من حق من حقوق الشعب الجنوبي.


" إستهداف النخبة الحضرمية وزعزعت الأمن "

ونقلا عن صحيفة الأيام وبحسب المصادر ومسؤولين في حضرموت، فإن العميد اليميني متورط في عمليات نقل أسلحة إلى المكلا وتم توثيق عمليات النقل عبر إشعارات رسمية للنقاط الأمنية بإدخال الشحنات التي لم تتوجه إلى أي منشآت عسكرية .. وأن هذه الأموال والاسلحة كانت ستستخدم في أعمال شغب واغتيالات بحسب اعترافات عدد من المقبوض عليهم مؤخراً.


كما أن اللجنة الأمنية في حضرموت أكدت سابقاً أن اعتقال العميد محمد عمر اليميني جاء بناءً على أوامر النيابة العسكرية وتوجيهات عليا، مشددة على التزامها بتطبيق القانون وضمان العدالة , كما تم اعتقال خلية في حي 40 شقة غرب المكلا متورطة في اعمال الفتن والتخطيط للاغتيالات والفوضى ومرتبطة باليميني وعمرو بن حبريش،.


ولفتت اللجنة الأمنية في حضرموت، في بيان لها عقب اجتماع طارئ برئاسة المحافظ مبخوت بن ماضي، أنها تتابع سير التحقيقات لضمان الشفافية، مشيرة إلى أن الإجراءات المتخذة تهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة وأن جميع الإجراءات ستتم وفق الأطر القانونية، دون السماح بزعزعة الأمن أو إثارة الفوضى, وأكدوا إبلاغ التحالف العربي بنتائج التحقيقات بشكل يومي نظرًا لخطورة المعلومات التي تتكشف يومياً.


كما أكد مسؤولين في سلطة حضرموت، إن التحقيقات تشعبت وأصبحت أكثر خطورة من ناحية المعلومات التي تكشفت والارتباطات بين عسكريين ومليشيات الحوثي والاخوان ومدى تغلغل الحوثي في قوات المنطقة العسكرية الثانية وناهيك عن تصاعد الخطابات الإعلامية المناوئة للنخبة الحضرمية وقيادات حضرمية وجنوبية والنخبة قوات أمنية شكلت بالكامل من أبناء حضرموت وهو "نفس الأسلوب الذي تم به استهداف النخبة الشبوانية" في العام السابق لمواجهات شبوة من قبل قيادات يمنية حوثية واصلاحية ومؤتمرية تنتمي لشمال اليمن.

" آراء "

غرد عدد من الكتاب والناشطين والسياسيين الجنوبيين بتغريدات حيال الوضع في حضرموت وماتشهده من مخاض عسير , حيث أكدوا إن أبناء حضرموت، وهم يتجهون نحو هذه اللحظة الحاسمة، يدركون تماماً أن معركتهم ليست مع إخوتهم في الجنوب، بل مع قوى تريد إبقاء حضرموت ساحة مفتوحة لمشاريع الغدر والتبعية والهيمنة، متجاهلين أن الجنوب اليوم موحد أكثر من أي وقت مضى خلف مشروع التحرير والاستقلال، وأن حضرموت قلب هذا المشروع النابض.


مشيرين إلى ان القادم هو اختبار حقيقي لكل الأطراف الجنوبية، فإن مواقف الجميع ستكون تحت مجهر الوعي الشعبي الحضرمي، الذي لم يعد يقبل المواقف الضبابية، ولا الشعارات المزدوجة، ولا المزايدات الإعلامية، فالميدان وحده هو الحكم، والانحياز لتحرير حضرموت هو العنوان الأوحد لأي موقف وطني صادق.


مؤكدين أن حضرموت لم تعد ساحة مستباحة، ولم يعد أبناؤها أوراقاً بيد تجار السياسة أو أدوات مشاريع الهيمنة اليمنية.

كما أوضحو ان حضرموت اليوم تصنع مستقبلها بوعي وإرادة لا تنكسر، وتقترب بثبات من لحظة استعادة القرار والهوية والسيادة, وان حضرموت قالت كلمتها، والجنوب كله يقف خلفها، والرهان الآن على الميدان, وعلى وعي الرجال وصلابة المواقف.


مؤكدين ان حضرموت ليست ساحة للمناورة، ولا منصة لتجريب المشاريع الرمادية , وان من توهّم أن بإمكانه بناء مجد ذاتي خارج الجغرافيا الجنوبية، فهو يُعيد إنتاج خرافة لن تصمد أمام وعي الناس ودماء الشهداء.

مؤكدين أن التاريخ لا يرحم الحياد في معركة المصير، ولا يتسامح مع من يُلوّح بالعصا من خلف الستار وهو يتحدث عن "الخصوصية". الجنوب لا يعادي التنوع، لكنه يرفض الازدواجية، ويمقت الصوت الذي يهتف في اتجاهين.


لافتين إلى أن هناك من يظن أن الصمت الجنوبي ضعف، وأن الحكمة الحضرمية حياد لكنه سيكتشف متأخراً أن الجنوب لا ينسى، وأن حضرموت تعرف تماماً من باع ومن اشترى.


مشيرين الى عمرو بن حبريش عندما يحاول ايهام البعض في حضرموت ان طموحاتهم ستحقق من خلال الولاء ل علي محسن الأحمر والهضبة وسلخ حضرموت من جنوبيتها هي مجرد أكاذيب , والحقيقة التي لا تقبل مثقال ذرة من الشك أن طموحات أبناء حضرموت لن تتحق إلا بالجنوب ومشروعه الفيدرالي , وان تلك الأكاذيب لن تنطلي على أبناء حضرموت الذين يدركون ترهلات عمرو بن حبريش ويؤمنون جيداً أن سلخ حضرموت من جسدها الجنوبي يعني الإصرار العبودية الدائمة لكهنة المعبد اليمني.


مؤكدين ان هناك ممن يدّعون تمثيل حضرموت يحاولون إحداث صراع وزرع الفتنة بين ابناء حضرموت الاكابر المخلصين، ويسعون جاهدين لتنفيذ أوامر اسيادهم من اعداء الجنوب وتمرير مخططاتهم لزعزعة الأمن والاستقرار ومحاولة افشال النخبة الحضرمية التي انتصرت على الإرهاب والتطرف.


لافتين بقولهم.. لقد قالت حضرموت وكررت مرارا أنها جنوبية ، ولن تذهب ولن تغرّد بعيدا عن سربها الجنوبي , كما أنها ضمن الجنوب رقماً فعليا في كل المعادلات وبالأساس العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ..



محذرين من الارتماء في أحضان باب اليمن مرة أخرى ؛ موضحين ذلك أن المستهدف ليس حضرموت وحدها بل رمي كل الجنوب وهو ما لن يسمح به شعب الجنوب أبدا.
المصدر/ رامي الردفاني