كتابات وآراء


السبت - 22 يونيو 2024 - الساعة 11:09 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


الإنسان هو عنوان لكل ابتلاء في هذه الدنيا ، يعيش في فيافي هذه الارض بين شدة الابتلاء و خفته قياسا على حظه من الإيمان ، فالابتلاء هو عباره عن محنه نعيش احداثها على كوكب الأرض ، ولكن هذا الامتحان الذي نقصده يختلف كثيرا عن غيره من الامتحانات الدنيويه فالرسوب في امتحانات الجامعه او في امتحانات المعاهد يمكن لنا أن نتداركه من خلال دخول امتحانات مايعرف بالدور التاني والاجتهاد في تحصيل العلم في سبيل الوصول إلى فرحة النجاح ، أما هذا الامتحان موضوع هذا الحديث ليس كغيره من الامتحانات لاتوجد فيه اي إمكانية للتعويض أو حتى فتح ملف مدعيا من خلاله من وقوع اخطاء جسيمه والظلم الذي أدى إلى الرسوب من خلال الأخطاء الذي ارتكبت خلال مرحلة التصحيح ، تم ان الرسوب في امتحانات الجامعه لها تداعيات قد تجعل الراسب محلا للسخريه من الغير ، بينما الرسوب في امتحان الدنيا تكون له عقوبات شديده و مؤلمه ، فأنت لاتمتلك فيها اي حق في الاستعانه بالمحامين لتقديم عريضة الطعن بالاستئناف ضد هذا الحكم طالبا إعادة المحاكمه أو على الأقل تقدير تخفيف يوم واحد من العقوبه.
فتساءلت ما مقدار معرفة الخلق بيوم القيامه؟ هل هو يوم عادي بالنسبه الينا أو هو يوم عظيم لايعلم مكانة هذا اليوم سوى الله تبارك وتعالى ، فالايات التي وردت في القران الكريم عن هذا اليوم ايات يشيب لها الرأس لمجرد القراءه أو الانصات فكيف بنا اذا صرنا إلى هذا اليوم ، الطفل الذي لم يجري عليه القلم من اهوال هذا اليوم يشيب أما عامة الناس يهيمون في هذا اليوم مثل السكارى وماهم بسكارى بينما هم على هذا الحال إذا باشد المناظر فزعا و رعبا وهو قدوم جهنم يجر زمامها سبعون ألف ملك وهي تصرخ هل من مزيد .
تساءلت وانا في حالة من الرعب ماذا سيحصل لنا عند تطاير الصحف ماذا سيكون عليه حالنا؟ هل سنفرح و سندعوا الخلق إلى النظر في صحائفنا و هل سنفتح الابواب لاستقبال التهاني والتبريكات بنجاحنا ، أو أننا سنوصد الابواب لأننا استلمنا صحائفنا والعياذ بالله بالشمال فلن تنفعنا عندها الدموع وان هطلت بغزاره ولن ينظر إحد من اقربائنا الى حالنا ولن يواسينا اصدقائنا ولن يوجد من يبيض وجهنا أو يشفع لنا ولن يتدخل أحد لانقادنا ستظل أبصارنا معلقه نحو عرش الرحمن ننشد أن يشملنا الله تبارك وتعالى بعين رحمته.
لن تعرف قيمة الحسنات الا في يوم القيامه ، ستفقد كل الأموال التي تعبنا في الحصول عليها والمناصب التي تباهينا بها قيمتها ، خصوصا عندما نقف أمام تلك الحشود من الخلق يتخاطفون ماتبقى من حسناناتنا حصائد اعمالنا ، فإذا نفدت مابيدنا من حسنات طرحوا فوق ظهرنا كل مابيدهم من السيئات.
فساءلت النفس عن قيمة هذه الدنيا ، فهي دار المعاصي والفتن تنازعنا و تقاتلنا في شوارعها طمعا بكل شي رغم أننا في الحقيقه لانمتلك من حطامها شئ ، قدمنا إلى الدنيا حفاة عراة يعلوا فيها نحيب بكائنا وفرحة اقربائنا وسنغادر هذه الدنيا حفاة عراة ولن نعرف حتى من بكى بحرقة لفراقنا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه