الخميس - 01 أغسطس 2024 - الساعة 02:46 م
السكوت هو لغه يتقنها ببراعه الحكماء ، فهذه اللغه تمتاز بأنها لغه لاتعبر فقط عن موقف إنما تحمل بين سكونها نوع ذكي من الاستهجان، فاللغه السائده حاليا في الشارع هي لغة عجيبه وان كانت تكتب هذه اللغه بالحروف الابجديه العربيه الا انها افتقدت لذلك الشموخ الذي كانت عليه اللغه العربيه من قبل ، فلغتنا العربيه لغة الشعر والادب وهي بذات الوقت لغة العلم ففي دفء ابجديات اللغه العربيه يلقى فيها الجميع ضالته ، ولكن هذه اللغه أصبح حال الناطقين بها لايسر فقد أصبحت هذه اللغه بالنسبه للناطقين بها لغة السباب والمهاترات وظهرت إلى الوجود مفردات غريبه يحاول الشباب بشكل أو آخر تسويقها لنا على أنها من كلمات لغتنا العربيه ومن هذه المفردات على سبيل المثال "هامبو" , كما تم اغتصاب مفردات اللغه العربيه بشكل مخزي من خلال قيام البعض باضافة بعض من مفردات اللغات الاجنبيه مثل مفردات اللغه الفرنسيه والانجليزيه والنطق بها جنبا إلى جنب إلى جانب مفردات من لغتنا العربيه ماتسبب في اعوجاج لسان بعض الناطقين بلغه العربيه لدرجه الاستهجان، فلم نعد نعرف هل هذا الإنسان يتكلم باللغه العربيه أو أن هذا الشخص ابتكر لغه جديده عباره عن كوكتيل من مختلف اللغات واصبح يتكلم بطريقه مضحكه للغايه تذكرنا بما يفعله المهرجون لأجل أن نبتسم ولو على سبيل المجامله ، بعد أن أصبح الناطقين باللغه العربيه يستبدلون مفردات لغة اهل الجنه بمفردات من لغة اهل المترديه والنطيحه تحت راية التحديث كما يحاول البعض تسويق هذا الهراء لنا،،
، فتساءلت عن أي تحديث يتحدث هولاء ؟ فلغه العربيه هي وجه العرب ولسانها وهي العنوان الكبير لحال الامه وثقافتها ، فزوال الأمم يبداء بزوال اللغه ومازوال اللغه العبريه عنا ببعيد ، فعندما تشرد اليهود إلى مختلف بقاع الارض فقدوا مع هذا التشرد اللغه العبريه التي تجمعهم وتوحدهم واختفت من الوجود كلغه وعندما أقام اليهود دولتهم على أرض فلسطين المحتله اول عمل قام به اليهود هو ااعادة احياء اللغه العبريه ، فهذه اللغه هي من وحدت اليهود والذين جائوا من أصقاع الأرض وهم يحملون لغات شتى ، فتخلوا عن هذه اللغات لصالح إعادة إحياء اللغه العبريه ، بينما لازلت انظر وباستهجان إلى محاولات البعض من أهل السينما والغناء وكرة القدم والذين يظهروا علينا بمفردات ماانزل الله بها من سلطان مثل "كيوت" وغيرها الكثير والعجيب أن العامه تعمل على التقليد الأعمى لهولاء على اعتبار بأن الإعلام يعمل على تقديم هولاء كنخبة المجتمع أو الطبقه المثقفه والمتنوره هولاء هم من اوصلوا لغتنا العربيه الى الحال التي هي عليه،،
حدث لي موقف عجيب في ثمانينيات القرن الماضي عندما كنت حينها شابا يافعا و طالبا في دولة بولندا الشقيقه ذهبت إلى ألمانيا الشرقيه في زياره لبعض الاصدقاء وعند الوصول استقليت اول سيارة تاكسي وجدتها وطلبت من السائق بلغه الانجليزيه اخدي إلى أحد الشوارع الذي يقع فيه مبنى سفارتنا ، فاخدني إلى الشارع المطلوب وحين سألت السائق عن أجرته أشار السائق بيده إلى عداد السياره فدفعت الاجره وحين هممت بمغادرة التاكسي خطر على بالي سوال فقلت لسائق التاكسي مادمت تفهم اللغه الانجليزيه لماذا لم ترد عليه أجاب والضيق ظاهر عليه ، إذا كنت في المانيا فعليك أن تتحدث معي باللغه الالمانيه.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه