كتابات وآراء


الثلاثاء - 23 يوليه 2024 - الساعة 09:52 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


انتشرت في الفتره الاخيره نوع جديد من أنواع الزواج يشبه إلى حد ما زواج المتعه وان كنت اعتقد بأن هذا الزواج هو زواج المتعه بعينه ، يتم إبرام مثل هذا الزواج بموافقه من قبل ولي أمر العروس و رضى تام من العروس في مقابل مادي معلوم على الزواج من زوج من جنسيه عربيه، و عريس الغفلة موضوع هذا الزواج موصى به بشده من قبل الدلالات بعد أن اختبرن امتلاء جيبه بالاموال وسعة يده في العطاء ، علما بان مثل هكذا دلالات يتقاضين مبالغ و بالعملات الاجنبيه مقابل تقديم مثل هكذا خدمات ،،،
تساءلت هل أصبحت الفتيات في بلادنا ضحايا لسوق نخاسه أبطالها دلالات؟ علما بأن مثل هذه الزيجات تتم بالمخالفه للقانون إذ يخضع الأجانب سواء كانوا عربا أو من جنسيات أخرى الذين يرغبون بالزواج من يمنيات إلى بعض الإجراءات الضروريه والتي تتم في إدارة الأمن ومحكمة الاستئناف وسفارة بلاد عريس الغفلة قبل أن تعطي الجهات المختصه الاذن إلى المأذون الشرعي باتمام مراسم عقد النكاح ، لكن الدلالات ابتكرن طريقه ذكيه لتجاوز كل تلك الاجراءت التي فرضتها الدوله ، من خلال الايعاز إلى عريس الغفلة بإرسال وكاله من بلاده يؤكل من خلالها احد الاشخاص ليقوم مقامه في إبرام عقد النكاح تم وسط الاهازيج و الافراح والزغاريد تزف العروس إلى عريس الغفلة عبر باص سياحي، لتصل العروس إلى وجهتها وقد انهكها التفكير في شخص العروس هل سيكون عريس الغفلة وسيما ؟ أو هل سيكون العريس قويا وفارعا في الطول ؟ أو هل سيكون العريس رومانسيا ؟ هل سينتظر العريس قدومي مع باقه كبيره من الورد ؟ ماذا سافعل حين يلتقى بصري ببصره؟ ،،
حين تصحوا العروس من غفوتها ترى أمامها عريس الغفلة ، فإذا بها ترى ذئب بشري طاعن في السن ياخدها على عجاله إلى البيت ليبداء في التهام جسدها قطعه تلوا الأخرى حتى إذا فرغ من نهمه بعد قرابة الشهرين اعاد شحن العروس مجددا على اول باص سياحي إلى بلد المنشاء ،،
فتساءلت باي نظره سوف تستقبل تلك الشابه اهلها بعد أن جعلوا من جسدها متاحا للانتفاع حتى وإن كان هذا الانتفاع قد جاء من باب الزواج ، فمثل هكذا زواج لا أصل له ومن تقع ضحيه لمثل هذا الزواج لاتستطيع الخلاص من تداعياته القانونيه بحكم أن وقائع مثل هذا الزواج قد تمت بالمخالفه لكل الاجراءت الخاصه التي فرضتها الدوله لحماية النساء ، فمثل هذا الزواج لاتعترف به القوانين سواء في بلاد العروس أو في بلاد العريس فلا تستطيع العروس أن تطالب بحقوقها الشرعيه التي تترتب على هكذا زواج سواء في بلدها أو بلاد عريس الغفله ومنها نسب الاطفال ، لان مثل هذا الزواج قد اخد طابع اقرب إلى الطابع الصوري منه إلى الطابع الرسمي ، فهو في الواقع عباره عن صفقه بمقابل مادي تمت خارج البلاد الذي يقيم فيها العريس ومن مواطنه تعتبر وفق قوانين بلاده اجنبيه وفي ذات الوقت يعتبر العريس مواطن اجنبي في نظر قوانيننا المحليه فتتوه العروس ضحية مثل هذا الزواج بين المحاكم بحثا عن فسخ هذا العقد في ظل رفض القضاة النظر في مثل هكذا قضايا لوجود مخالفات جسيمة مرتبطه بإبرام مثل هذه الزيجات ، فتظل العروس تستجدي الحل ولكن القانون لا يحمي المغفلين والغريب أن الدلالات يختفين في السرعه التي ظهرن بها بعد أن قمن باتمام مهمتهن بنجاح ،،
هذه الأحداث عباره عن ماساءه حقيقيه تقع ضحيتها النساء نتيجة الجهل بالشرع والقوانين فيدفعن ثمن غالي من المعاناة ، فمن شجع بالامس على إتمام هذا الزواج لن تجده اليوم حاضرا ولو من باب المواساة ،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه