كتابات وآراء


الجمعة - 19 يوليه 2024 - الساعة 02:49 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


هناك جامعات عريقه في العالم لها اسلوب راقي في قبول الطلاب من خلال إجراء امتحانات قبول مباشره سواء كانت هذه الامتحانات تحريريه أو عباره عن مقابلات شخصيه مباشره تمهيدا لاختيار الأفضل من بين المتقدمين، بينما هناك جامعات عالميه تنتهج اسلوب جذب عالي عبر فتح باب المنح الدراسيه المجانيه للتنافس بين النخبه من المتفوقين و ذلك من خلال إعفاء هولاء من شرط اجتياز امتحان القبول بسبب ما يتمتعون به من ذكاء استتنائي،،
فتساءلت ما حظ جامعات البلاد من هكذا اجراءات وخصوصا بعد أن علمت بأن الدخول الى كلية الطب في جامعة عدن له طقوس أشد غرابه من رقصة ادرار المطر لدى قبائل الهنود الحمر تنفرد بها إدارة السنه التحضيرية قياسا على جميع الجامعات في العالم ، تتضمن هذه الطقوس الانتساب إلى مايسمى بالسنه التحضيرية وهي عبارة عن سنه شمسبه كامله من عمر الشباب المتقدمين ، يتلقى فيه جميع الطامحين للدراسه في كلية الطب علوم يقال عنها بأنها أصعب بمراحل مما يتلقاه طلاب كلية الطب خلال العام الاول والتاني من الدراسه إضافة لخضوع الطلاب لامتحان بعد ثلاثه اشهر من بدء السنه التحضيرية وامتحان اخر بعد انتهاء السنه التحضيريه والغريب في هذه الامتحانات أن إدارة السنه التحضيريه تشترط ان يكتب الطلاب جميع الاجابات على اسئلة الامتحان باستخدام القلم الرصاص فقط ، بحجة أن التصحيح يتم عبر جهاز الكمبيوتر فاثار هذا الأمر الفضول فالاسئله في العاده يتم طرحها من قبل الدكتور المشرف الذي يتولى تدريس الماده بينما التصحيح يقوم به كمبيوتر أظن أن هناك خطبا بحاجه الى تفسير منطقي ، مع أن اسئلة مثل هذا الامتحان تعد الاصعب ليس على مستوى البلاد إنما على مستوى العالم ، فلو تقدمت على سبيل المثال لامتحانات القبول في جامعة هارفارد او جامعة ييل الامريكيه يمكن أن تكون فرصة اجتيازي للامتحانات تعادل ضعف فرصة اجتياز امتحانات السنه التحضيريه , فتساءلت من وراء براءة اختراع فكرة السنه التحضيرية والذي انشئت باجتهاد لاتدعمه نصوص القانون مع أن السنه التحضيرية بالجامعات الدوليه تدخل ضمن السنه الاولى والثانيه من الدراسه الجامعيه في كلية الطب وتسمى بسنوات الدراسه التحضيرية الغير سريريه وليست لها اداره مستقله خارج نطاق وسلطه كلية الطب مثل مايحدث في بلادنا،،
تساءلت ما الهدف من وراء تشديد الامتحانات ؟ هل الهدف هو الحرص على دخول الطلاب إلى كلية الطب البشري وقد شربوا منهج كلية الطب حتى النخاع خلال السنه التحضيريه؟ أو أن الهدف هو المنافسه في تحقيق أكبر نسبة رسوب على مستوى العالم؟ ، يتقدم لهذه الامتحانات سنويا مايزيد عن ثلاثه الف شاب وشابه بعد تكبد أسرهم النفقات الباهضه في سبيل تحقيق احلام ابنائهم نجد أن العدد المطلوب لدخول كلية الطب لايتجاوز المئتين طالب فقط ، فوجدت نفسي أتساءل هل السنه التحضيريه هو مرحله منصوص عليها في قانون الجامعات أو هو عباره عن اجتهاد فردي الغرض منه تحطيم نفسية الطلاب ، فبعد اجتهاد الطالب لعام كامل في التحصيل العلمي إضافة إلى النفقات التي تتكبدها أسرته من دفع الرسوم وشراء الكتب والمراجع الباهضه وغيرها من النفقات يجد الطالب نفسه ضمن زمرة الفاشلين مع أن جميع من تقدم لهذه الامتحانات هم طلاب مشهود لهم بذكاء والحرص ولكننا نحتار حين نرى تواضع علاماتهم في امتحانات السنه التحضيريه ومايؤلمني أن الجميع يتنصل عن المسئوليه ، فادارة السنه التحضيريه ترمي بالمسئوليه عن هذه النتائج إلى إدارة الامتحانات والتي بدورها ترمي بالمسئوليه فوق الكمبيوتر الذي تولى التصحيح ، فالمسئوليه أصبحت مثل الكره كل اداره تقذف بها إلى الاداره الأخرى والطلاب يتفرجون وهم في حيره من أمرهم ،،
يجب فتح باب الاسئله حول مايحصل اتناء السنه التحضيريه وعلى وجه الخصوص حول غموض و صعوبة الامتحانات ولماذا يتم إلزام الطلاب بكتابة كل الاجابات بالقلم الرصاص؟ مع انتظار الشفافية والمصداقية في صياغة الاجابات من قبل معالي وزير التعليم العالي والاستاذ الدكتور رئيس جامعة عدن والاستاذ الدكتور عميد كلية الطب حتى تتضح لنا الصوره مع التوجيه الفوري إلى ضرورة وضع حد وانهاء كل مهازل السنه التحضيريه واعطاء جميع الطلاب فرص متساويه لأجل التقدم لامتحانات القبول وفق ماهو معمول به في الجامعات سواء كانت هذه الجامعات محليه أو كانت هذه الجامعات عالميه ومن دون بدعة المرور عبر السنه التحضيريه ،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه