كتابات وآراء


الأربعاء - 03 يوليه 2024 - الساعة 08:34 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


هناك مناقشات مثيره تدور في المقاهي التي تنتشر في مدينة عدن فهذه النقاشات وان كانت ساخنه مثل سخونة الشاي العدني بالحليب فهي ظاهره صحيه ولا خلاف على ذلك ، تجري هذه النقاشات على إيقاع الوضع السياسي في البلاد ، والغريب أن الأفكار التي تطرح في هكذا مناقشات هي حلول جديره بالاهتمام فهي حلول تقترب كثيرا من العقل مع قابلية تطبيق مثل هذه الافكار على أرض الواقع لو توفرت الاراده على فعل ذلك ، فتساءلت هل إذا قدر الله تبارك وتعالى أن يضع أصحاب مثل هذه الافكار المميزه في السلطه تراهم ماذا سيفعلون؟ هل سيكون هناك وفاء وعزم على تطبيق تلك الأفكار أو أن معاليهم سينشغلون مثل ما فعل السابقين في جمع الأموال و شراء العقارات وامتلاك اجود انواع ماركات الملابس والسيارات ، بينما ستذهب الافكار التي جاءت بها عقولهم إلى وادي النسيان ترعي وتعتلف مع الإبل.
بلادنا هو البلد الوحيد الذي يمتلك اكبر عدد من السياسيين والوزراء والوكلاء على مستوى العالم حتى الشعب يناقش ويجادل في السياسه وقد يصل به الحال إلى الشجار في سبيل الدفاع عن مايؤمن به من آراء فنحن شئنا أو أبينا سياسيون حتى النخاع الكل يطرح مابجعبته من الأفكار المثيره و الذي لو كتب لها التطبيق سوف تخرج البلاد فعلا إلى طريق التنميه ، ولكن للاسف رغم فصاحتنا السياسيه وامكانياتنا المميزه في النقاش إلا أن البلاد لازالت تغرق في الظلمات بينما المسئولين وأهل الدبلوماسيه قد صدعوا رؤوسنا بالكلام المرتب والجميل عن قرب انفراج هذه الازمه في الوقت الذي نشاهد بأم أعيننا ما ينقض ذلك .
النخبه السياسيه هذه الأيام في انشغال فكل انتباههم متجه صوب مدينة مسقط في انتظار ماستسفر عنه المفاوضات والتي تجرى تحت إشراف دولي واعتراف دولي مجاني بسلطة الحوثيين مع أن العالم لايعترف مطلقا بشرعية الانقلابات ولكن الحوثي يظل الولد المدلل والاستتناء الوحيد الذي تتبناه اادول الراعيه وتعطيه مايحلوا له من شرعيه مع إجبار ماتسمى بالشرعيه إلى القبول بهذا الواقع ومخالفة القرارات الدوليه ذات الصله.
التوقعات مثل سابقاتها عن قرب التوصل لاتفاق ولكن مثل هذا الاتفاق لم يبرم بعد ، فهذه الازمه لم ترى الطريق بعد نحو الحل رغم وجود اراده دوليه على وضع جميع الملفات على الطاوله باستتناء ملف القضيه الجنوبيه مع ابقاء الوضع مثوترا على إيقاع نشيد لا حرب ولا سلام والغريب بأن هذه المفاوضات تجري بضراوه ونوع من الاستعجال بين التحالف العربي والحوثيين بينما ماتسمى بالشرعيه مثل الأطرش الذي لايعلم مايدور خلف الكواليس ، فالشرعيه ليست طرفا في هذه المفاوضات ولكن ستكون بتأكيد طرفا في حفل التوقيع على هكذا اتفاق..
الحرب اندلعت وكانت من نتائج هذه الحرب احتلال الجنوب ولكن الجنوب بالاراده الصلبه لابناءه استطاع طرد الحوثيين من ارض الجنوب ، فحل القضيه الجنوبيه هو الأساس في حل هذه الازمه ، فالمفاوضات التي تدور حاليا هي بين أحزاب سياسيه مثل المؤتمر الشعبي العام والإصلاح ومايسمى باللقاء المشترك وهذه المفاوضات تستعر حول تقاسم السلطه والنفود والغنائم بينما قضية الجنوب اعتبروها موضوع ثانوي سيتم التفاوض عليه لاحقا ، حاليا الكل في انتظار اتفاق مرتقب بين الاخوه الأعداء على اقتسام السلطه والنفود ولن تذكر بنود الاتفاق الحل العادل لقضية الجنوب بينما سيتفق المتفاوضون بعد إبرام الاتفاق في مدينة مسقط على شعار جديد شبيه بشعار الوحده أو الموت .
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه