كتابات وآراء


الثلاثاء - 02 يوليه 2024 - الساعة 01:28 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


هل القلم يباع؟ فتساءلت ماقيمة القلم ؟ هل قيمة القلم تقاس بالعملات المحليه أو يمكن مقايضة قيمة هذا القلم بالعملات الاجنبيه؟ أو أن قيمة هذا القلم ترتفع بحدة المفردات او تقاس قيمة هذا القلم بكثرة المتابعين والقراء ؟ بدأت أفكر في هذا الأمر ووضعت العقل في حالة من الاستنفار القصوى بعد أن انهالت على هذا القلم عروض تضمن متابعات ثوريه و حصريه لمفردات هذا القلم مقابل أن يحبس هذا القلم كل هذه مفردات في ثوب قشيب من المديح لصالح أحد الكيانات النقابيه ، فتساءلت هل هناك بورصه تتداول أسهم الأقلام ترتفع فيها اسعار بعض الأقلام و تنخفض بحسب قيمة الأقلام السوقيه؟
القلم ايها الساده نعمه من نعم الله تبارك وتعالى فهو ليس عبارة عن أداة للتجاره الحره بقدر ماهو عباره عن حياة عامره بالمواقف فقد اتفق في هذه المفردات مع البعض وقد اختلف مع البعض الآخر لكل انسان موقف ووجهة نظر ينبغي على الجميع القبول بها و احترامها حتى وإن كانت على النقيض مما نؤمن به من المواقف ، فالهدف ليس إجبار الغير على تبني ما نحن عليه من مواقف انما ما نطرحه هو رائي عام انت حر في الاستماع إليه أو تجاهله فأنت من يحدد نوعية ماتقراءه من مفردات ونوعية ماتتبناه في خيالك من احلام.
القلم ليس عبارة عن سلعه له ثمن يحدد في السوق بحسب شهرة من يكتب عليه ، فالكتابه هي نعمه وهوايه و شغف اعطاني الله تبارك وتعالى خطامها نصرة الحق فهذه المفردات تحمل إلى الناس الواقع حتى وان كان هذا الواقع مريرا فليس من الحكمه الضحك على عقول الناس بتخفيف مرارة هذا الواقع أو تزين المفردات بالكثير من التفاؤل حتى يكون الواقع مقبولا .
المفردات عالم كبير لاتوجد كتب او أبحاث تشرح مايدور في هذا العالم ، فالبعض يعتقد بأن من يكتب عادة ما يقوم باداء رقصه شبيهه برقصة نزول المطر لدى قبائل الهنود الحمر لجلب المفردات بينما البعض الآخر يعتقد بأن من يكتب هو عباره عن صياد محترف يقوم برحلات اصطياد حر في غابات الخيال لاصطياد ماتيسر من المفردات ، ولكن الأدباء يصنفون من يكتب بأنه عباره عن سائس خبير يقوم بترويض المفردات بحسب المزاج ويمسك بخطام هذه المفردات ليقوم بتقديم هذه المفردات في عمل بديع يشار إليه بالبنان.
المفردات باي شكل كانت تبقى اسيره لدينا نستعمل خيرها في اظهار و نصرة الحق ، فبيان الحق ليس عبارة عن ترف نتباهي به بل هو شرف لايعرف الناس قيمته ، فالمفردات قد تسعد هذا وقد تغضب ذاك ولكن الحقيقه دائما ما توجع .
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه