كتابات وآراء


الثلاثاء - 18 يونيو 2024 - الساعة 11:47 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


لقد تم بناء جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه بكفاح الآباء والأجداد هذا الكفاح المسلح والذي استمر لعقود في مواجهة محتل غاشم لم يكن لهولاء المقاتلين سوى هدف واحد وهو القتال بشراسه في سبيل إعلاء راية الجنوب و بلوغ مرحلة الاستقلال ، عندما بلغ الرفاق مرحلة الدوله احسنوا صنعا وصنيعا ، لقد استلموا البلاد يكاد أن ينحصر النظام والقانون في مدينة عدن فقط فقاموا بتعميم تجربة النظام والقانون على جميع مدن الجنوب والذي كانت تحكمها الاعراف القبليه وقاموا ببناء أسس هذه الدوله انطلاقا من نقطة الصفر تقريبا وكان محور وهدف هذه الدوله الوليده والذي تصدرت كل خططها الخمسيه هو الإنسان وبتسميات تلك المرحله الطبقه الكادحه أو الشغيله ، حيث تمكنت هذه الدوله الوليده وفقا لامكانياتها المتواضعه من توفير الغداء الغني بالبروتينات والذي تضمن اللحم والسمك والدجاج وبشكل يومي وبأسعار في متناول يد الجميع سواء كان الزبون تاجر اوكان الزبون كادح ، وقامت بانشاء المصانع والتي كانت تؤدي دور متنامي في تزويد السوق المحليه بكل ماتحتاجه من الملابس والاحديه والعطور وغيرها من الكماليات كما تم بناء التعليم وفق خطط تم دراستها بعنايه من خلال تشييد المدارس والمعاهد العلميه والجامعات لتلبية حاجة السوق من الكادر المؤهل أضافة إلى ابتعاث الطلاب لدراسه إلى خارج الوطن وعلى نفقة الدوله كما أن الرعايه الصحيه والتي كانت تتولى الدوله توفيرها من خلال العلاج المجاني والدواء المجاني والعلاج في الخارج وعلى نفقة الدوله لمن تعذر علاجه في المستشفيات المحليه إضافة إلى القيمه العاليه الدينار الجنوبي في مواجهة مختلف العملات الدوليه ، ولاننسى السلع الغدائيه والتى كانت تستوردها الدوله و بجوده عاليه كالالبان والتي كانت الدوله تقوم بدعم سخي يؤدي إلى رخص قيمتها لصالح الشعب و تكاد أن تصل هذه المنتجات الغدائيه إلى المواطن بسعر رمزي لايكاد أن يصدق.
كانت دوله مثاليه قدمت لنا كل شي يمكن تقديمه جعلتنا نعيش في دوله خمس نجوم من حيث توفر الغداء والدواء والكماليات والأمن حيث كان لهذه السلطه طريقتها في تطبيق القانون على الجميع ، ولكننا وللاسف لم نعرف قيمة هذه الدوله ومكانتها في قلوبنا ،الا عندما فقدانها وسلمناها طواعية قربانا لصنم الوحده لنجد أنفسنا بعد اربع سنوات وقد اصبحنا غرباء ومنبوذين نهيم بلا عنوان فوق أرضنا .
ختاما قضية الجنوب ملف صعب يجب أن يسمع في جميع المحافل وبصوت وصدى جنوبي واحد مفاده بأن الوقت قد حان لكي نرفع علم دولة الجنوب مجددا فنحن شعب يستحق الحياة في ظل دوله تحفظ لنا ماتبقى من كرامتنا .
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه