الإثنين - 17 يونيو 2024 - الساعة 10:31 م
نظرت إلى هذا الكرسي أتأمل اتفرس في مكوناته وأتساءل في ذات الوقت من ماذا يتكون هذا الكرسي ؟ الذي احتل مكانة مرموقة في انتباه الناس ولكن مالفت الانتباه من يطلقون على أنفسهم زورا وبهتانا بأنهم دعاة ، فقد ترك هولاء الدعاة كل كفار قريش ومن يساندهم من المنافقين ونسوا بقصد او بدونه اليهود والنصارى وغضوا الطرف عن كل الأزمات التي تعصف بالبلاد من أزمة مياه و أزمة كهرباء وكارثة انهيار العمله وأزمة عدم انتظام الرواتب لتاخد الكراسي كل اهتمامهم ، فالكرسي في نظرهم عبارة عن خطر يحدق بالإسلام والمسلمين ومنكر عظيم يجب إعلان الجهاد بإجماع واتفاق أهل العلم أو من دونه ، حيرني هذا الأمر كثيرا فذهبت احدق بهذا الكرسي كرتين و اتغلل ابحث اجتهد في معرفة اصل هذا الكرسي وفصله فقلت محدثا النفس لعل هذا الكرسي ينتمي إلى فصيلة الكراسي التي كان يتوسدها ابي لهب أو لعله مصنوع في أحد المصانع المملوكه حصرا لاحفاد ابن سلول أو أن هذه الكرسي قد ساهم نوعا ما في منع دخول المساعدات الانسانيه إلى قطاع غزه نصرة لليهود ، فاخدت هذه الأفكار تدور في دوامه بعقلي وانا غير مصدق لما يحدث ، فالاصل في الصلاة هو الوقوف وهو ركن أساسي من أركان الصلاة ولا خلاف على ذلك ولكن المرض له احكام خاصه توجب احترامها واباحة الرخصه قد جاء تخفيفا وتقديرا من الله تبارك وتعالى على هذا الظرف الخاص ، ومن هذه الرخص هو قوله تعالى﴿لا يَستَوِي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم فَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم عَلَى القاعِدينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ عَلَى القاعِدينَ أَجرًا عَظيمًا﴾ [النساء: ٩٥] وقوله تعالى﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [يونس: ١٢] قوله تعالى ﴿الَّذينَ يَذكُرونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِهِم وَيَتَفَكَّرونَ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [آل عمران: ١٩١] ظاهر هذه الآيات تتحدث عن حاله خاصه من المسلمين وهم أولي الضرر "الأمراض" ، المرض قد يصيب الإنسان بأنواع من العجز قد يكون هذا العجز على نحو دائم يجعلك تصلي على كرسي أو قد يكون هذا العجز على نحو مؤقت قابل للشفاء ، فاطلاق الأحكام الشرعيه بناء على المزاج هو اجتهاد ليس في محله فلا اجتهاد يسمع مع وجود النص فلا يمكن لمن يطلقون على أنفسهم بأنهم دعاة أن يرتدوا عباءة الطبيب ويطلقون الفتاوى حتى وإن كانت هذه الفتاوى تتعلق بأهل الطب حصرا فالمجال للفتوى وفقا لهواهم مفتوح ولا اعتبار مطلقا لمقولة دع المرق لأهله، فلايحق للمفتيين الجدد أن يطالبوا أصحاب الكراسي بإحضار تقارير طبيه مؤثقه وموقعه من شيخ معروف ليرضوا ، ولايحق للمفتيين الجدد باي حال أن يمنعوا الصلاة على الكراسي في المساجد تحت أي مبرر حتى وإن كان هذا المبرر إعادة النظام للمسجد فهذا المبرر هو كلمة حق اريد بها باطل فمحاولة تقييد الكراسي وشدها بأحكام إلى الجدران كما حدث في اكبر مساجد مدينة كريتر مسجد ابان ليست محاوله لإعادة النظام إنما محاوله لإثارة الفوضى والفتنه تستحق الادانه والاستنكار ،فقد أصبح المشهد في مسجد ابان بعد واقعة ربط الكراسي مضحكا أصبح مسجد ابان اقرب إلى كنيسه منه إلى مسجد.
المساجد هي بيوت الله فقد وجدت المساجد للتاليف بين قلوب المسلمين وزرع المحبه بينهم ، والأصل أن مهمة الدعاء هي دعوة الناس إلى أفراد عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له وحث الناس على أداء الصلاة في المساجد وليس طرد المصليين من داخل المساجد كما يحدث أيامنا هذه بدرائع لا أصل لها .
ختاما ، ليس عيبا أو محرما أن يستعين المريض بالكرسي لأداء الصلاه ولكن العيب في من يحاول ان يجعل من هذا الكرسي مقيدا بفتوى من تصانيف الهوى ليس لها اصل في كتاب الله تبارك وتعالى او حديث من سنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام علما بأن الضرورات لها احكام خاصه جمعها الفقهاء في قاعدتين مااحل للضروره فيقدر بقدرها والمشقه تجلب التيسير
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه