الأحد - 16 يونيو 2024 - الساعة 07:40 ص
صباح عيد الاضحى المبارك صباح جميل استتنائي له عبق اخر يختلف عن باقي ايام العام ، يعود الفضل في ذلك إلى انتشار السعاده والسلام بين الناس ، يتبادل الناس فيه الزيارات والتهاني وكذلك يخوض الناس النقاشات والذي يكون مقيل القات مسرحا افتراضيا لها ، تدور هذه النقاشات بسخونه غير معتادة قياسا على حساسية المواضيع التي يتم مناقشتها فلايوجد في اجندات هكذا نقاش اي عنوان محظور ، يتبادل الجميع الافكار وبشفافيه واحترام للرائي الآخر وهو مانفتقده كثيرا على أرض الواقع ، بينما ينشغل البعض في استدعاء بعض من المهارات المدفونه في أعماق النفس من خلال التقديم والشرح المناسب والاجتهاد في إيصال هذا الافكار بروعه سواء من حيث بلاغة التقديم أو في روعة ما تحمله الكلمات من أفكار وحلول الذي يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، لكن مايحيرني بان هذه المواهب مخفيه لايظهر بريقها الا مع مضغ وريقات القات و تنتهي هذه المواهب ويختفي اثرها مع انتهاء التخزينه بسلام وسط اصوات القهقهات والتي تعطي صوره تكاد أن تكون مثاليه عن اجواء الوفاق بين مختلف شرائح المجتمع والذي في مثل هذا العيد يؤجلون كل الخلافات إلى حين ، فتساءلت لماذا لايجتمع الفرقاء في الازمه التي تعصف بالبلاد في أحد هذه المقايل وان يخزنوا قات لذيذ ولاضير أن كان تكلفة هذا القات من أموال الموازنه العامه او عن طريق دعم أممي سخي في سبيل إيجاد الحل لمشاكلنا بشرط أن يتم توجيه دعوه خاصه الى المبعوت الخاص للأمين العام الى احد هذه المقائل ليعيش بنفسه تجربته الخاصه مع القات حتى يساهم بعد أن يقرح القات بفاعليه في إيجاد الحل وحتى نستفيد من بركات هذه الحلول في تبييض وجه بلادنا أمام الامم المتحده و كذلك لاننسى مساهماته في تبرئة اسم القات وإخراج هذه النبته المظلومه من قائمة المخدرات طبعا قياسا على نوع ولذة القات الذي سيخزن به و من دون اي خوف على المبعوت الأممي من الوقوع في فخ الإدمان لأن بحسب علمي المتواضع لايوجد في دولة السويد سوق لبيع نبة القات.
النقاش في ظل هكذا ظروف سوف يساعد في إعطاء بعد آخر للمفاوضات بعد أن فشلت الجولات السابقه من المفاوضات في إيجاد حل لهذه الحرب المستعره منذ تسع سنوات ، لايمكن إلقاء اللوم على المفاوضين المحليين فهم لا يستطيعوا أن يبدعوا ويخرجوا كل إمكانياتهم الا بوجود نبتة القات فهي تعطي للراس افكار لا يهتدي إليها المفاوض بدون قات ، لذلك يجب علينا أن نوفر للمفاوضين اجود انواع القات لوضعهم في المزاج المناسب ولمده محدوده فقط حتى يفهم المفاوضون بأن عليهم أن يتوصلوا إلى الحل المنشود في بحر هذا الموعد.
ختاما، أجواء العيد أجواء مثاليه تمنيت معها أن تستمر هذه الأجواء و تلك السعاده والابتسامات طوال العام لأننا كشعب نستحق مثل هذه الفرحه بعد أن سرقت السياسه كل رصيدنا من القهقهات.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه