الجمعة - 31 مايو 2024 - الساعة 06:56 م
بين الفينة و الأخرى تطلع علينا وسائل الإعلام ببعض المصطلحات القانونيه مثل مصطلح تحقيق العداله على سبيل المثال مايجعل عامة الناس يجتهدون في تفسير معاني مثل هكذا مصطلحات وفقا لمعرفتهم المحدوده بالقانون ، فتساءلت ماهي العداله؟ وكيف يتم تحقيقها ؟ العداله لغة هي الحياد التام اي عدم الانحياز لجهه بعينها و معناها الشرعي هي اجتناب الذنوب و الكبائر ، بينما اجتهد البعض من فقهاء القانون الحديث الذي تناولوا مثل هذا المصطلح بتحليل من زاويه عصريه بقولهم بأن المعنى القانوني للعداله هو المحاكمه أو مانسميها بللغه العاميه المشارعه ولكن يقصد بالمحاكمه هنا هو توفر الظروف المثاليه التي تسبق الحكم والتي يامن بها الخصوم على أنفسهم والتي تكفل لهم طرح حجتهم وهم باراده حره من دون التعرض لاي ضغط أو إكراه أو خوف مع الاحتفاظ لهم بالحق بالاستعانة بمن يشاءون من المحامين فيما فسر آخرون العداله بأنها تعني صدور الحكم العادل واشتد الجدل بين الفقهاء في تفسير معنى عدالة الحكم فالبعض منهم احتج بأن عدالة البشر هي عداله نسبيه لايمكن الوثوق بها ، فالإنسان يقع في حقه الخطاء والسهوا والنسيان كما يقع القاضي ضحية للخداع كما جاء في حديث المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام لعل أحدكم الحن بحجته من أخيه ..إلى آخر الحديث بينما اجتهد البعض الآخر في تفسير معنى العداله استنادا إلى القانون الوضعي الذي يصف هذه العداله بالمحاكمه التي تتوفر فيها الشروط المحاكمه العادله من الأمن والامان وحق تقديم العرائض والدفوع والحجج لكلا الطرفين من دون أي ضغط أو إكراه أو خوف واضاف أصحاب هذا المذهب بأن توفر مثل هذه الظروف المثاليه هي من يقود إلى صدور الحكم العادل وهو المعنى الأرقى لمصطلح العداله ولكن هناك جانب مهم من الفقهاء قالوا بأن العداله يجب أن لا تنحصر في شروط المحاكمه المثاليه بل يجب أن تتوفر أيضا في شخص القاضي فيجب أن تتوفر لهكذا قاضي حمايه خاصه من قبل الدوله تحميه من التعرض للثاتير أو الضغوط من خلال توفير حماية قانونيه خاصه للقاضي تكفل له أداء المهام المكلف بها من دون التعرض لأي ضغط أو ثاتير.لان تعرض القاضي لمثل هكذا ضغوط يجعل هذا الحكم محل ادانه
العداله هو الاسم الكبير الذي يجتمع عنده الناس
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه