كتابات وآراء


الثلاثاء - 04 مارس 2025 - الساعة 04:32 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


دائما ما اقف أمام بعض الآيات ابحث عن معناها سواء كان هذا المعنى في الجانب اللغوي أو ابحث عن المعنى العميق لهذه الآيات فيما تيسر من كتب التفسير التي تضمنت ثمرة اجتهادات خيرة علماء علم التفسير، ابحث بتان احاول ان اجد التفسير حتى اعلم على الأقل المعنى الصحيح لهذه الايه أو تلك.
كتب التفسير تعرضت على مدار التاريخ الاسلامي إلى الكثير من التحديث ، رغم كل اجتهادات علماء علم التفسير ظلت بعض الآيات نوعا ما غامضه ، وقف المفسرون امام هذه الآيات بحالة عجز ، فلم يهتدوا إلى معرفة المعنى الصحيح لمثل هذه الآيات ومن هذه الايات قوله تعالى﴿وَهُوَ الَّذي مَرَجَ البَحرَينِ هذا عَذبٌ فُراتٌ وَهذا مِلحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَينَهُما بَرزَخًا وَحِجرًا مَحجورًا﴾ [الفرقان: ٥٣] حيث وقف المفسرون طويلا أمام معنى هذه الايه الكريمه فالحديث يدور هنا عن بحرين أحدهما بحر مالح والآخر عذب وبينهما برزخ اي حاجز ولكن هذا الحاجز لم يكن مرئيا فكانوا يقرأون الايه كما هي من دون فهم صحيح لهذه الايه بل إن البعض منهم اجتهد ولكن لم يوفق في التفسير الصحيح ولم تقتصر الحيره على هذه الايه إنما ازداد التأمل مع قوله تعالى﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعوضَةً فَما فَوقَها فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَيَعلَمونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِم وَأَمَّا الَّذينَ كَفَروا فَيَقولونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيرًا وَيَهدي بِهِ كَثيرًا وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الفاسِقينَ﴾ [البقرة: ٢٦] فالبعوضه نوع معروف من الحشرات ويشاهد بشكل يومي تقريبا ولكن الايه الكريمه تتحدث عن وجود شى فوقها لاتستطيع العين المجرده رؤيته.
هذه الآيات التي تسببت في حيرة خيرة علماء هذه الامه والذين لم يوفقوا في التفسير الصحيح لهذه الآيات ولكن الله تبارك وتعالى قد كشف اسرار هذه الآيات بواسطة العلم الحديث فلم يعد البرزخ غير مرئي بل تمت مشاهدته ولم يعد مافوق البعوضه سرا بعد أن تمت رؤيته ولازالت بعض الآيات في لائحة الانتظار حتى يكشف لنا الله تبارك وتعالى وفي الوقت المناسب أسرارها ،
العلم لم يأتي ببرهان جديد إنما جاء لنا بتفسير علمي لهذه الآيات ، فالعلم الحديث تطور وبشكل لافت مامكن العلماء مثل عالم البحار الفرنسي كوستو من مشاهدة البرزخ بأم عينه وكانت هذه المشاهده سببا في إسلام هذا الرجل ، هذه الآيات الموجوده في كتاب الله تبارك وتعالى منذ ألف واربعمئة عام العلم جاء فقط ليكشف لنا ما عجزت أبصارنا عن رؤيته وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر أحمد عبدالله سنيد